عودة العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.. «السيسي» يستقبل وزير الخارجية الأمريكي.. يبحث تعزيز العلاقات الثنائية.. يناقش تطورات الأوضاع العربية.. وتداعيات «النووي الإيراني» ت
يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، «جون كيري»، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية.
ومن المقرر أن يبحث الجانبان، تعزيز العلاقات الثنائية، فضلا عن الملفات والقضايا التي تهم البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها المشكلات التي تشهدها المنطقة وخاصة الوضع في «ليبيا وسوريا والعراق واليمن»، بجانب تداعيات الاتفاق النووي الإيراني الغربي على مصالح المنطقة.
دور مصر المحوري
وترتكز السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على عدد من الدول المحورية بمناطق مختلفة من العالم ومصر من هذه الدول التي حاول صناع السياسة الخارجية الأمريكية الاستفادة من موقعها الجغرافي العبقري وتاريخ شعبها العريق الذي يمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة.
العلاقات الثنائية
جاءت ردود الأفعال الأمريكية على ثورة 30 يونيو مختلفة سواء في قبولها واقع التظاهرات أو في تعاملها معها، فالمؤسسات الأمريكية الرسمية أبدت تحفظها في اللحظات الأولى، حيث أصدر أوباما بيانًا حول الأوضاع في مصر أكد فيه أن الولايات المتحدة منذ ثورة 25 يناير تدعم مبادئ أساسية في مصر وهي أهمية نقل السلطة للمدنيين.
موقف الكونجرس
وجاء موقف الكونجرس الأمريكي مختلفًا عن موقف البيت الأبيض وأصدرت لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس بيانًا أكدت أن الإخوان فشلوا في فهم الديمقراطية بشكل حقيقي، وطالب الجيش والحكومة الانتقالية بالبرهنة على نيتهم للتحول الديمقراطي وإشراك قطاع عريض من الشعب في عملية كتابة الدستور، كما دعا جميع الفصائل السياسية في مصر إلى نبذ العنف.
قبول الوضع
بدأ يتزحزح موقف الإدارة الأمريكية تدريجيًا وظهر قبولها للوضع الجديد في مصر، حيث صدر بيان عن البيت الأبيض حول لقاء الرئيس الأمريكي بمجلس الأمن القومي، وأكد البيان أن الولايات المتحدة ترفض الادعاءات بأنها تساند أي حزب أو شخص أو طرف من أطراف الأزمة في مصر ولكنها تقف فقط مع الشعب المصري وأهدافه التي يحاول تحقيقها منذ ثورة 25 يناير، وطالب البيان القوى السياسية بالجلوس والتفاوض والبدء في عملية سياسية والابتعاد عن العنف.
في الخامس عشر من يوليو 2013 وصل ويليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي، إلى مصر في أول زيارة لمسئول أمريكي كبير منذ عزل مرسي، وخلال زيارته أكد أنه لا يحمل حلولًا أمريكية ولم يأت لنصح أحد أو ليفرض نموذجًا أمريكيًا للديمقراطية على مصر، واستبعد أن تسير مصر على درب سوريا نحو حرب أهلية، وطالب بالإفراج عن القادة السياسيين المحتجزين من جماعة الإخوان كي تستطيع الأطراف السياسية البدء في حوار حول المستقبل.
نقطة تحول
وكانت هذه الزيارة وتصريحات بيرنز نقطة تحول في تعامل أطراف العملية السياسية مع الولايات المتحدة ومثلت لجماعة الإخوان ومؤيدي الرئيس المعزول صدمة في الموقف الأمريكي الذي كانوا يعولون عليه بشكل كبير باعتبار الولايات المتحدة هي اللاعب الدولي الوحيد الذي ظل مراهنًا على الجماعة حتى النفس الأخير.
في الثامن عشر من يوليو 2013 في مؤتمر عقد في الأردن، أكد جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي أنه من الصعب وصف ما حدث في مصر بالانقلاب، مؤكدًا أن الجيش جنب البلاد حربًا أهلية.
وعقب ذلك زار وزير الخارجية نبيل فهمي، الولايات المتحدة، واستهل زيارته بمقابلة رموز الجالية المصرية في منطقة خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، كما أجرى سلسلة من المقابلات الإعلامية شملت وكالة الأسوشيتدبرس وشبكة بي بي سي وقناة الحرة الأمريكية وجريدة سان فرانسيسكو كرونيكل.
وأكد فهمي خلال اللقاءات الإعلامية الالتزام ببناء نظام ديمقراطي حقيقي واحترام حقوق الإنسان باعتباره مطلبًا شعبيًا مصريًا.
اتصال أوباما
في يونيو 2014 أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس عبد الفتاح السيسي لتهنئته على تنصيبه و«التعبير عن التزامه بالعمل معًا لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين"، مشيرًا إلى استمرار دعم الولايات المتحدة للطموحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري واحترام حقوقه العالمية.
زيارة محلب
في أغسطس 2014 غادر المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء إلى أمريكا للمشاركة في القمة الأمريكية - الأفريقية، واستقبل بمقر إقامته بالعاصمة الأمريكية واشنطن جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، وبحث الجانبان العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات.
وبحثا أيضًا تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتطورات الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق، بالإضافة إلى بحث الجهود المصرية الأمريكية للتهدئة في غزة في ضوء مبادرة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.
وبحث محلب مع وزيرة التجارة الأمريكية بينى برزكر، أوجه التعاون المصرى الأمريكى خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية وسبل دعم وتنشيط حركة التجارة بين البلدين، وكذلك زيادة حجم التجارة المصرية مع الجانب الأمريكي.
وفد أمريكي
في سبتمبر 2014 زار وفد حكومي أمريكي برئاسة السفير توماس شانون والسفير ديفيد ثورن، كبير مستشاري وزير الخارجية الأمريكى المعنى بالقضايا الاقتصادية والتجارية، مصر بهدف عقد مشاورات مع المسئولين حول الأولويات الاقتصادية للحكومة المصرية وأعرب الوفد عن تطلعه لنجاح المؤتمر الاقتصادي.
في سبتمبر 2014 التقى وزير الخارجية سامح شكري في واشنطن مع سوزان رايس، مستشارة الأمن القومى، ومسئولين آخرين داخل الإدارة الأمريكية، حيث جاءت هذه اللقاءات استمرارًا للتنسيق والتشاور المشترك بين مصر والولايات المتحدة.
التعاون المشترك
في السابع من مارس 2015 زار وفد من الكونجرس الأمريكي برئاسة النائب الجمهوري رودني فريلنجيوسن، رئيس اللجنة الفرعية لشئون الدفاع بلجنة الاعتمادات بمجلس النواب الأمريكي، مصر واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبحث الجانبان عددًا من الملفات والموضوعات التي تهم البلدين في ضوء علاقات التعاون العسكري المشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية والجهود المبذولة للحرب على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
والتقى الوفد مع وزير الخارجية سامح شكرى، كما التقى أيضًا مع وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى.
في الثالث عشر من مارس، زار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، القاهرة؛ لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى واستقبله الرئيس السيسي على هامش المؤتمر.
تطورات الأوضاع
في الخامس عشر من مارس 2015 زار وفد من أعضاء الكونجرس الأمريكى برئاسة النائب دانا رور باكر، رئيس اللجنة الفرعية لشئون أوروبا ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى، مصر.
والتقى الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الوفد وتبادلا الرؤى تجاه تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والجهود الدولية للحرب على الإرهاب، ومناقشة عدد من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، في ضوء علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
في التاسع عشر من أبريل 2015 زار جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مصر والتقى الرئيس السيسي؛ لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستعراض آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
الخارجية الأمريكية
في 20 أبريل 2015 زارت روز جوتمولر، وكيل الخارجية الأمريكية لشئون الأمن الدولي ومنع الانتشار النووى، مصر والتقى معها وزير الخارجية سامح شكرى، وركز الاجتماع على التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي في نيويورك والتشاور المشترك تجاه البنود الخاصة بالمعاهدة.
زيارة شكري
وعقب ذلك زار وزير الخارجية سامح شكرى، أمريكا؛ للمشاركة في أعمال مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وألقى شكرى كلمة مصر أمام المؤتمر، كما التقى وزير الخارجية الأمريكى جون كيري، وبحث الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.
في الرابع من مايو 2015، زار وفد من أعضاء الكونجرس الأمريكي برئاسة ديفين نونيز، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، مصر واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي.
المساعدات العسكرية
وأعرب رئيس الوفد عن سعادته باستئناف المساعدات العسكرية لمصر وعلاقات الشراكة بين البلدين، مضيفًا أن عددًا كبيرًا من أعضاء الكونجرس باتوا يتفهمون وجهة النظر المصرية ويرغبون في تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر ومساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجهها، فضلا عن تعزيز التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
القيادة المركزية
في العشرين من مايو 2015، زار الفريق أول لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأمريكية، مصر واستقبله الرئيس السيسي، وبحثا آخر المستجدات وتطورات الأوضاع في كل من اليمن والعراق وسوريا.
وفى الثامن والعشرون من مايو 2015، زار ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق، مصر واستقبله الرئيس السيسي، وبحث الجانبان الأوضاع الإقليمية في عدد من دول المنطقة مثل اليمن وسوريا وليبيا والعراق.
وفى الثاني من يونيو 2015 زار الفريق جون ميللر، قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأمريكية، قائد الأسطول الخامس الأمريكى والوفد المرافق له، مصر، والتقى معه الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وتناول اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء مجالات التعاون العسكري، وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة وإرساء دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة.
اللجنة الأمريكية اليهودية
في السادس من يوليو 2015 زار وفد من اللجنة الأمريكية اليهودية برئاسة ستانلي برجمان، مصر واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد السيسي أن مصر تحرص على علاقاتها مع أمريكا وتتطلع نحو تنميتها وتطويرها على كل الأصعدة، مشددًا على أهمية تضافر جهود كل الأطراف من أجل تعزيز السبل اللازمة لمواجهة التحديات التي تمر بها مصر والمنطقة.
وأكد أعضاء الوفد أن العلاقات بين البلدين استراتيجية ويتعين تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.