رئيس التحرير
عصام كامل

الأديان


وجدت الأديان لتزرع القيم وتدفع السلوك الإنسانى إلى الفضيلة والأخلاق وخلق الضمير الذى جعل إيمان الإنسان برقابة الخالق على أفعاله وأقواله يمثل الرقابة الذاتية التى لا تضاهيها أى رقابة أخرى وكانت هذه هى أسمى الأهداف التى تهدف إليها الأديان من أجل إثراء البشرية بعيدا عن التعصب ورفض الآخر الذى تعانيه شعوب الدول المتخلفة التى تنحدر قيمتها بانحدار قبولها لفكر الاختلاف.


الأديان وجدت لتتعاون من أجل تحقيق الخير للبشرية لا أن تقوم الناس بالعمل على النيل مما يعتنقه الآخر وتتلاشى فرص التعاون بين جحود القلوب وتبقى الأنانية ورفض الآخر وتظهر جليا هذه الأفعال فى المجتمعات التى انحدرت وتدهورت وأفلست اجتماعيا والمفروض أن تبحث عما يجمع الناس وهو المطلوب لا أن تبحث للأسف عما يختلفون فيه.

إن الحياة لم تخلق لفصيل دون آخر ولا لعقيدة دون أخرى وإنما التكامل بينهما هو الأساس رغبة فى بناء مجتمعات متحضرة بعيدا عن التخلف وهذا ما يجعلنا نهدف إلى رفع مستوى الجيل القادم عن طريق الايمان بالاختلاف أولا واحترام النفس قبل احترام الآخرين ثانيا .

إن أمامنا جيلا تتم تربيته الآن وما علينا إلا زرع روح تقبل هذا الاختلاف وإعلامه أن التعصب هو الهلاك للجميع الذى يؤجج الصراعات والفتن التى تودى بالمجتمعات إلى الانهيار لأن كل فصيل سيعمل على الدفاع عن وجوده أولا والعدوان على الآخر ولتكن لدينا الإرادة لخلق جيل يتعاون معا من أجل إثراء مجتمعاته بدلا من أن يدمرها بنفسه.


ومهما قدمت للآخرين ستجد نتيجة عملك إن قدمت نفورا وجدت نفورا وإن قدمت المحبة وجدت المحبة جلية لأن الجزاء من جنس العمل ولأننا لا نستطيع أن نسيطر على أفعال الناس التى لا تراقبها القوانين فلنتق الله تعالى فى كل كلمة أو فعل يؤذى الآخر أو ينال من معتقده.

إن لديك الحرية فيما تريد أن تنتمى إليه من فكر إلا أن هذه الحرية تنتهى عند حدود حريات الآخرين وما لك من حقوق هو نفسه فى الأساس ما عليك من واجبات.

وليبق التبشير بالأديان هو العقبة التى تثير الفتن دائما ولهذا أدعو كل إنسان أن يكون سفيرا لدينه بقيمه وأخلاقه وهو ما سيكون حتما أكبر تعبير عما يحتويه هذا الدين من قيم وأخلاق أيضا.




الجريدة الرسمية