رئيس التحرير
عصام كامل

نحن وإيران «٣»


مصر تنتهج سياسة خارجية تنفتح على العالم كله شرقا وغربا وجنوبا وشمالا.. وكان أمر له مغزاه في ظل برودة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، واتخاذها إجراءات معادية تقضي بتجميد المساعدات العسكرية لمصر، أن يخرج الرئيس عبد الفتاح السيسي ليقول إننا لا نعطي ظهورنا للأمريكان.


وإذا طبقنا هذه القاعدة على علاقتنا مع إيران، فإنها ستترجم بدعم إعطاء ظهورنا أيضا للإيرانيين.. فإن إيران دولة إقليمية لها دورها في محيطها الإقليمي، وبالطبع لا يمكن تجاهلها أو تجاهل هذا الدور.. ونحن قد أبرمنا اتفاقات ومعاهدات مع إسرائيل، تلك الدولة التي زرعت في منطقتنا وخضنا معها حروبا عديدة بدءا من عام ١٩٤٨، ومرورا بعام ١٩٦٧ وحتى عام ١٩٧٣، التي مازالت تحتل مساحات من الأراضي العربية، وترفض بالقوة العسكرية أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة في الاستقلال والدولة المستقلة.. وبالتالي فإننا يمكن أن نفعل ذات الشيء أو مشابه له مع الإيرانيين أيضا.. أي التوصل معهم لاتفاقات تمنع امتدادهم في المنطقة العربية وعلى حساب الأمن القومي العربي والمصالح العربية، خاصة أن مثل هذه الاتفاقات قد تلجم التمدد الإيراني الذي يتم الآن في منطقتنا.

إننا نبدأ الآن حوارا إستراتيجيا مع الولايات المتحدة التي لا تعرف وتدرك وتوقن أنها أيدت وساندت جماعة الإخوان ودعمت حكمها الفاشي المستبد، التي لا تريد أن تعترف بأن تلك الجماعة إرهابية.. وبالتالي فإننا في مقدورنا أن نفعل ذات الشيء مع كل الدول ومن بينها إيران التي تؤمن بأنها شاركت في التآمر علينا نحن في مصر ونحن في دول عربية أخرى.. ولكن هل التوقيت مناسب؟.. نكمل غدا..
الجريدة الرسمية