محلب في الشارع!
عند كتابة هذا المقال فجرا لنشره في تمام الثانية عشر ظهرا، موعد النشر اليومي للمقالات اليومية الجديدة على "فيتو"، كان المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، في شوارع المعادي ودار السلام، يتفقد بنفسه أعمال إزالة مخالفات الشوارع!
تكفي السطور السابقة لإبداء الدهشة.. الدهشة من قدرة المهندس محلب على المبادرة ومفاجأة الجميع بما لديه من جديد كل يوم.. وهي طاقة عطاء جبارة وكبيرة، ندعو الله أن يحفظ صاحبها، وهي أيضا وسيلة جديدة من وسائل الرقابة المباشرة على الأداء.. ويبقى المهندس محلب وقد هاجمناه سابقا، وخصوصا في اختيار المحافظين أو لأداء بعض وزرائه.. نقول يبقى في حاجة إلى مقال مطول للحديث عنه بما يوفيه حقه، ويستوفي الكلام عن أدائه وطريقته في الإدارة.. لكن عند الأخيرة نتوقف قليلا.. فما يفعله رئيس الوزراء كل يوم يؤكد أمرين لا ثالث لهما.. إما فقدان الرجل للثقة في مرءوسيه، وبالتالي يواجه التلاعب والتكاسل والفساد في تنفيذ القرارات العليا بنفسه.. أو أن اختياراته من الوزراء والمحافظين كانت سيئة وليست على المستوى المطلوب.. بدليل قيامه بنفسه بأعمالهم ومهامهم ومسئولياتهم.. وهو الأمر الذي يحتاج إلى إعادة النظر في المنظومة الحكومية كلها!
باختصار.. المدير الناجح هو الذي يبذل مجهودا ذهنيا كبيرا، ويبذل مجهودا بدنيا أقل.. وطالما بقى الأداء البدني للمهندس محلب كبيرا، استمر الدليل على وجود مشكلة ما في الأداء الحكومي كله، مخصوما منه أداء رئيس الحكومة!
شكرا للمهندس محلب على كل ما يبذله من جهد وطاقة، حفظها الله وحفظه.. ولكن الشكر سيكون له أكثر إن سارت في بلادنا كل الأشياء أو أغلبها كما ينبغي، وبما يريح المواطن المصري، بينما يبقى رئيس الوزراء يتابعها كلها وبكل الثقة في رجاله واختياراته، وفي التقارير الرقابية التي ترفع إليه وهو على مكتبه لا يغادره إلا بمهام تخصه هو.. كرئيس للوزراء!