رئيس التحرير
عصام كامل

إعلان القاهرة.. إنذار لأمريكا وحل في سوريا وكارثة للإخوان!


لا يمكن بحال قراءة إعلان القاهرة الذي وقعته مصر والسعودية بالقاهرة فجأة أمس بعد زيارة لم يعلن عنها مسبقا لوزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان الولي الثاني للعاهل السعودي إلا في إطار محدد وفي سياق محدد أيضا وهو بخلاف التحفظ السعودي على الاتفاق النووي الإيراني الغربي يكون كالتالي:


مصر تعلن عدة مرات آخرها قبل أسبوعين أن مساعيها السلمية لحل الأزمة في اليمن لم تتوقف وتستقبل وفدا حوثيا يليه وفدا حكوميا بالتبادل لأكثر من مرة..ثم تتجاهل مصر الرسمية، الرسمية، أي كلام عن زيارة وفد حماس إلى السعودية وكأن شيئا لا يحدث ثم ترد السعودية لتنفي مجرد مخاوف تداولتها وسائل إعلام مصرية غير رسمية-غير رسميه-وتعلن أن زيارة وفد حماس كان للقيام بالعمرة ثم تعلن الخارجية المصرية في بيان صدر الثلاثاء الماضي رفضها لأي تدخل تركي في سوريا من خلال تأكيدها في البيان ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية ثم يضيف البيان في ملحوظة مهمة عبارة " مع إيمان مصر على ضرورة محاربة الإرهاب " ! أي أن مصر مع حق سوريا الشرعي في محاربة " داعش " وليس حق تركيا في التدخل بسوريا ولا حقها في الحرب على الأكراد!

بعد هذا السياق يأتي الأمير سلمان ليوقع مع مصر ما سمي بإعلان القاهرة وهو ما يعني أن السعودية هي التي جاءت على أرضية مصرية وليس العكس وبقراءة بسيطة لبعض بنود الإعلان نجدها تقول:

- تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة.
- تعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل.
- تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والعمل على جعلهما محورًا رئيسيًا في حركة التجارة العالمية.
- تكثيف الاستثمارات المتبادلة بهدف تدشين مشروعات مشتركة.
- تكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي بين البلدين لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة.
- تعيين الحدود البحرية بين البلدين !

والإعلان كما هو واضح يؤكد تطوير التعاون العسكري ولا يتوقف عند حدود القوة العربية المشتركة..الإعلان يقول باختصار إن التعاون مفتوح ولا حدود له وهو أقرب إلى اتفاق إستراتيجي وهو يعني أن مصر دولة أولى بالاستثمار السعودي ( فمن غير المنتظر استثمارات مصريه إلى السعودية !) كما أن التعاون الإعلامي يعني تعاونا ضد الإعلام المعادي لكلا البلدين وهو ما يعني أيضا أن موقفا سعوديا ضد قناة الجزيرة بات وشيكا وفي النقل ربما نرى الجسر البري الذي يربط بين مصر والسعودية وقد اعترضت عليه إسرائيل قبل سنوات ويقال أنه رفض لاعتبارات تتعلق بأمن مدينة شرم الشيخ !

الخلاصه: نقف أمام احتمالين..إما أن السعودية تستخدم مصر لـ "تهويش" أمريكا.. أو أنها أعلنت يأسها التام من السياسة الأمريكية وأنه لا حل إلا بتعاون عربي عربي ينقذ المنطقة من مؤامرة اقتربت نيرانها من المملكة ذاتها وأن المكابرة للنهاية قد تجعل النيران تكبر وتكبر وتحرق الخليج كله.. وبالتالي وبعد مراجعة السياق الأول نقول إن السعودية تفوض مصر في إخماد النيران المشتعلة في كل من اليمن وسوريا وإن أموالا قادمة لإحياء التصنيع العسكري وإن مناورات عسكرية قريبة أولها بحرية لإعلان الهيمنة على البحر الأحمر وبالتالي تراجع الاعتماد السعودي على أمريكا..!

الخلاصة أيضا في حالة صدق النيات واعتماد الاحتمال الثاني: على كل إعلام الإخوان في قطر وتركيا أن يخرس وإلى الأبد بعد رهانات على الملك سلمان باتت خاسرة.. وعلى أبواق الإخوان داخل المملكة أن تخرس أيضا.. وإلى الأبد !

الجريدة الرسمية