رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «مترو الزراعة» يتحول لـ«سوق تين».. «الباعة» يحتلون الأرصفة بحثًا عن لقمة العيش.. عبدالرحمن: «الثمرة بجنيه وحركة البيع نشطة».. أحمد: «بكسب150 جنيها

فيتو

وجوه أنهكها التعب.. لفحتها حرارة الشمس الحارقة.. أحصنة جامحة تتنافس في ساحة واحدة بحثًا عن لقمة العيش، إنهم بائعو «التين الشوكى» الذين اتخذوا من أرصفة محطة مترو «كلية الزراعة» بحى غرب شبرا الخيمة، مأوى لكسب قوت يومهم، يتمركزون بمحيط المحطة فور بزوغ النهار، ليعرضوا بضاعتهم على عربة «كارو»، لينالوا ما قسمه الله من رزق، يسدون به جوع ذويهم.


استقطاب الزبائن
«يا أبو حلاوة يا تين».. بهذه العبارة يستقطب بائعو التين الشوكى، زبائنهم من رواد مترو الأنفاق بمنطقة شبرا الخيمة، تتعالى حناجرهم بعبارات ترويجية لفاكهتهم الصيفية المميزة، لتجد نفسك واقفًا أمام العربة، تتناول ما يحلو لك من تلك الثمرة الساحرة.

موسم البيع
في البداية، يقول عبدالرحمن رشاد (19 عاما)، أحد باعة «التين» القابع على رصيف المترو، إنه يقبل من بلدة الغنايم بأسيوط، كل عام، للمشاركة في موسم بيع التين، مشيرًا إلى أن الموسم يبدأ من شهر يوليو وينتهى في أوائل سبتمبر.

ويضيف:«بشترى التين من التجار، حيث تقبل عربة من مركز بدر بمديرية التحرير بالبحيرة صباح كل يوم، لتوزيع أقفاص الفاكهة على البائعين أمام محطة كلية الزراعة»، موضحًا أنه يشترى 8 أقفاص يوميًا، يزن القفص نحو 10 كيلو، مؤكدًا أنه يبيع الكمية كاملة كل يوم، دون تكبد أي خسائر.

 150 جنيهًا مكسبا
أما عن حركة البيع، فذكر «رشاد» أنها نشطة للغاية خلال الموسم الجارى، مضيفًا:«ببيع الثمرة الكبيرة بجنيه، والمتوسطة بـ75 قرشًا، أما الصغيرة فيلتقطها المواطن بـ50 قرشًا»، لافتًا إلى أنه يحصد نحو 150 جنيهًا كـل يوم «مكسب صافى» يوميًا.

إعالة أسرة
والتقط منه طرف الحديث، الطفل «محمد» صاحب الـ13 عامًا، المتمركز بجانبه، قائلًا: «أنا بسرح بعربية في المنطقة عشان أصرف على نفسى واخواتى، التين فاكهة الغلابة، بنبيعه غالى السنة دى، عشان بنشتريه غالى».

الأسعار نار
ويضيف أحمد (27 عاما- مدرس): «أنا معايا بكالوريوس تربية رياضية، نجحت في مسابقة الـ30 ألف معلم، لكن لم استلم الوظيفة حتى الآن، ففكرت في بيع التين لأعول إخوتى، لأن الإيد البطالة نجسة».

وقال أيضًا: «إحنا على باب الله، بشترى التين بسعر غالى، وبنبيعه في حدود الإمكان، التين مفيد للصحة، والزبون لا يتناول أكثر من 3 ثمرات، للتخفيف من حر الصيف، بنقعد على الرصيف 12 ساعة، ولقمة العيش تحتم علينا الصبر».

إزالة الإشغالات
ويتابع عم محمد بحذر: «لما الحى بيقوم حملة لإزالة الإشغالات، بيوتنا بتتخرب، نفسنا يستحملونا الشهرين بتوع موسم، ورانا عيال ومسئولية، مطلبناش دعم ولا وظيفة، إحنا بنشقى عشان لقمة العيش».

وأوضح أن إدارة الحى تطاردهم باستمرار، مؤكدًا أنه تم سحب 3 من سيارات الباعة خلال مداهمتهم لمحيط المحطة صباح أمس، إلا أن أصحابهم تمكنوا من استعادتهم بعد دفع غرامة بقيمة 200 جنيه.
الجريدة الرسمية