رئيس التحرير
عصام كامل

سقوط أعداء السيسي في قناة السويس!


فرق كبير بين معارضي السيسي وبين أعدائه.. المعارض يمتلك ملاحظات على الأداء ولديه رؤية بديلة.. وهو يحزن إن أصاب بلاده أي مكروه، ويسعد عند كل فرحة تسعد المصريين، وتعود على وطنه بالخير.. هؤلاء وجودهم ضرورة.. بالمعارضة تظهر الأخطاء ونكتشفها، ويتم تصحيحها أولا بأول، وتنتبه الحكومة في أدائها؛ لأن تدرك أن هناك من يراقبها.. وهؤلاء موضوعيون ينشرون الإيجابي ويؤيدونه، مثلما ينشرون السلبي ويعارضونه، ووجودهم من سمات الدول المتحضرة!


أما الأعداء فهم من يعتبرون أي نجاح لمصر هو نجاح للسيسي فيتربصون به.. ويشوهونه.. ويقفون له بالمرصاد.. وببذلون كل جهد ممكن للتقليل منه ومن حجمه، ومن نتائجه حتى لو كان عائده يسعد الملايين أو مئات الألوف أو حتى آلاف من شعب مصر، كما في علاج مرضى فيروس سي مثلا.. والعكس عندهم صحيح تماما.. كل عثرة يتلقفونها وينفخون فيها وفي نيرانها.. يبالغون فيها حتى لو كانت ضريبة للتصدي للإرهاب، ونتيجة له.. حتى لو كان الثمن يدفعه أبرياء لا ذنب لهم.. وهؤلاء لا ينشرون إلا السواد.. يبحثون عنه في كل مكان.. لا يعرفون الموضوعية ولا يجيدون فن التوازن السياسي بين الإيجابي والسلبي، ولا يعرفون الفرق بين مصلحة الوطن ومصلحة الحاكم.. أو للدقة يعرفونه ويتجاهلونه عمدا مع سبق القصد والتعمد والترصد والتربص!

الأعداء - هؤلاء - كانت أمامهم فرصة ذهبية للعودة إلى صفوف العقل والمنطق.. إلى صفوف المصريين وخصوصا البسطاء منهم.. جاءت فرحة الانتهاء من قناة السويس الجديدة كهدية على طبق من ذهب لتمنح لهم فرصة الرجوع.. وتعفيهم من خجل وحرج التراجع.. فها هو المشروع الكبير يتحقق بالفعل، رغم عشرات الشائعات ورغم عشرات الدراسات الوهمية الكاذبة.. جاءت الفرصة على طبق من ذهب لإعلانهم موضوعيتهم، ولإثبات حسن نياتهم.. وكان يمكنهم الاحتفاء بالمشروع لأسباب أخرى غير أنه يرفع أسهم الرئيس السيسي.. كان يمكنهم أن يفرحوا - مثلا - لإنهاء أي أمل في حلم إسرائيل من مشروعي قناتها وطريقها البري المنافسين لقناة السويس.. كان بإمكانهم الترحيب بالمشروع لثبوت قدرة المصريين على التحدي ونجاحهم في ذلك.. كان بإمكانهم الترحيب بالمشروع على الأقل لأنه سيعود بالخير على ملايين المصريين، ساهموا فيه بأموالهم وتحويشة عمرهم ومن حقهم أن ينتظروا عائده.. بل كان حتى بإمكانهم فقط - فقط - التوقف عن السخرية من المشروع والابتعاد عن التقليل منه ومن قيمته ومن نتائجه!

لكن يبدو أنهم تعاقدوا مع الشيطان بشروط جزاء تعجيزية، لا تسمح بالتراجع عنه.. وشياطين الإنس أخطر، خصوصا إن كانوا موجودين في واشنطن وتل أبيب وأنقرة وغيرها!
الجريدة الرسمية