رئيس التحرير
عصام كامل

الحروب الإلكترونية تشعل الصدامات في العالم.. «الدفاع الأمريكية» قادت الخطة في 2010.. الغرب ينفذ هجمات استباقية مضادة لواشنطن.. وحرب عالمية ثالثة تدق الأبواب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في الوقت الذي تعاني فيه الدول العربية من صراعات أغلبها وصل إلى الحروب ومنها سوريا والعراق، اختارت القوى الغربية أن تحارب بعضها البعض بطريقة أخرى ربما تكون أقل فتكًا ولكنها أكثر خطورة من النزاع المسلح الذي يحارب فيه طرفان بعضهما البعض علانية.


حرب إلكترونية
عمل الغرب لسنوات على تطوير سبل التجسس والمراقبة لاستخدامها ضد الدول العربية إلا أن أوراقهم الخفية باتت تنكشف لبعضهم البعض في الآونة الأخيرة، ما أربك حكوماتهم وأثار غضب تلك الدولة من الأخرى بعد أن علمت أنها ظلت تتجسس عليها لسنوات دون علم منها بل تمكنت من اختراق أعتى أجهزتها الحكومية وسرقة معلومات سرية تخص أمنها القومي.

وضعت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إستراتيجية الحرب الإلكترونية في أكتوبر 2010، حيث بدأت باختراق أجهزة الحكومات الأخرى وهو ما دفعهم بدورهم لاتباع ذات السياسة معها عبر تشكيل جيوش إلكترونية تنفذ هجمات خطيرة على أمريكا.

وتعتبر الصين وروسيا والهند والبرازيل على رأس الدول التي تهتم بتشكيل قوة إلكترونية للدفاع عن نفسها عبر تنفيذ ضربات استباقية إلى الجهات التي تحضر لمهاجمتها.

صراع عالمي
بعد أن انكشف تجسس الولايات المتحدة الأمريكية على الكثير من دول العالم بدأت تلك الدول بدورها في تطوير جيوش إلكترونية لرد الصاع صاعين لواشنطن، مما دفع البنتاجون لاعتبار تلك الحرب هي الأخطر على الأمن القومي الأمريكي من الإرهاب ذاته.

وحسب تقرير للبنتاجون فإن إيران وكوريا الشمالية تملكان استراتيجية في مجال الحرب الإلكترونية تعادي الولايات المتحدة على الشبكة الدولية، فضلا عن نوايا تنظيم داعش الإرهابي لتطوير قدراته في ذلك المجال واستغلاله في قدرات تدميرية، مما قد ينذر باشتعال حرب عالمية ثالثة، ولكنها تلك المرة إلكترونية.

مهارات خارقة
وكانت مجموعة "أنونيموس" أو المجهولون للقرصنة هي الأبرز في الآونة الأخيرة الى جانب ويكيليكس لاختراق مواقع الإنترنت الخاصة بالحكومات عبر مهارات خارقة في الحواسيب يمتلكها أفراد تلك العصابة العابرة للقارات.

المنتمون للمجموعة، التي لا يعرف أحد هويتهم حتى الآن، لا يملكون فقط مهارات بالقرصنة ولكنهم يضمون إليهم كُتابًا مهرة وآخرين محترفين بصناعة مقاطع الفيديو، بالإضافة إلى نشطائهم بالشارع والمتمكنين من نشر المعلومات التي يحصلون عليها على مواقع التواصل الاجتماعي وإيصالها لأكبر عدد ممكن من المستقبلين.

وتمتلك هذه المجموعات قدات خارقة على الحشد باستخدام أساليب غير متوقعة كالموسيقى ومقاطع الفيديو والرموز الغريبة ووسائل الإعلام المتعددة اللغات والبيانات المطبوعة ورسوم الجرافيتي بالشوارع وغيرها من الأدوات التي يعملون بشكل مستمر على تطورها لمساعدتهم في تنفيذ المزيد من العمليات الناجحة ضد من يعتبرونهم أعداءهم.
الجريدة الرسمية