القناة والبديل والمستحيل
تحتفل مصر بافتتاح مشروع تطوير وتوسيع وتنمية قناة السويس قريبًا.. لقد تم التوسيع وازدواج القناة وباقٍ التطوير والتنمية؛ حيث تم جمع نحو ثمانية وستين مليارا من الجنيهات من أصحاب القناة، ألا وهم أناس مصر الطيبون.. لقد حفر أجدادهم القناة منذ نحو مائة وخمسين عاما، وها هم الأحفاد يعاودون الحفر لزوم التوسعة والتطوير.
مشروع تنمية وتطوير قناة السويس هذا، مشروع هندسي عالمي ضخم، يجذب اهتمام الخبراء والمهندسين من أنحاء المعمورة، وعلينا أن نقوم به طبقا للمعايير الهندسية العالمية، وحيث إنني كنت أستاذا للهندسة المدنية بكلية فرانكلين جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد قرأت كثيرًا عن كفاءة المهندسين المصريين في بناء السدود بعد بناء السد العالي، ويجب علينا أن نستمر في هذا المسار، وكنت أودّ أن أقرأ دراسة الجدوى لهذا المشروع، كما أن المسئولين اهتموا فقط بكمية الحفر التي زادت عن ٢٥٠ مليون متر مكعب، ولم يذكروا تكلفة هذا الحفر..
من الناحية الهندسية، فإن الحفر عمل هندسي بسيط لا يستحق الضجة، ولكن التنفيذ في هذا الوقت يعتبر إنجازا ويجب علينا أن نستمر في تنمية سيناء، ولنبدأ في مد خطوط سكك حديدية حديثة بطول وعرض سيناء، قبل أن ينفذ العدو الصهيوني مشروعه في مد خط سكة حديد من إيلات إلى البحر الأبيض المتوسط، الذي يأمل أن يكون بديلا لقناة السويس في نقل التجارة إلى أوربا.. لكن هيهات.. المهم أن نكون على حذر.. ولا نترك للصهاينة أي فرصة للنيل منا.
وقد تردد أن حفل الافتتاح سيتكلف نحو ثلاثين مليونا من الجنيهات.. لماذا هذا الإسراف حتى لو كانت التكلفة من التبرعات؛ لأنها أصبحت مالا عاما؟.. أقترح أن يقتصر الحفل على البساطة والاقتصاد في النفقات، وأن يصرف المال على خط سكة حديد من وإلى شرم الشيخ، يخدم التنمية في سيناء والسياحة أيضًا، ونكسب جزءا من البنية الأساسية في سيناء، ونساعد في القضاء على الاٍرهاب، وندحض مشروع الصهاينة ونعمر سيناء فعلا.
ونقول بالفم المليان: لا بديل لقناة السويس، ونرجو من المسئولين في إدارة القناة، أن يكفوا عن الكلام ويركزوا في العمل، وما هي المرحلة القادمة، وكم تكلف هذا الإنجاز، وما هي التكلفة حتى إتمام المشروع، ومتى نحصل على الثمر؟!