قناة السويس الجديدة «حدوتة مصرية».. 27 قطعة بحرية تشارك في عروض الافتتاح.. «الرافال» و«اف 16» تزين السماء والفرقاطة «فريم» تتوج الحفل.. و«السيسي» يفي

تترقب مصر والعالم أجمع انطلاق الملاحة في قناة السويس الجديدة في السادس من شهر أغسطس المقبل، حيث يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المشروع العملاق ليكون هديته للمصريين الذين ساهموا بأموالهم وجهدهم في نجاحه.

القطع البحرية

علمت "فيتو" أن حفل قناة السويس الجديدة سيبدأ صباح يوم السادس من أغسطس على الضفة الشرقية بحضور ما يقرب من 8 آلاف شخص من جميع المحافظات المصرية، بعرض بحري تشارك فيه 12 قطعة حربية من القوات البحرية المصرية و15 وحدة بحرية من هيئة القناة.

اﻻحتفال المسائي

ومن المقرر إقامة اﻻحتفال المسائي بحضور الملوك والرؤساء وضيوف مصر وعدد من الشخصيات العالمية غرب قناة السويس حيث أعدت منصات ﻻستقبال الضيوف مطابقة لمنصة اﻻفتتاح الأول للقناة عام 1869 والذي حضرته الإمبراطورة الفرنسية أوجيني.

تشغيل القناة

ويطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بدء تشغيل قناة السويس الجديدة، لتبدأ سفن القافلة الجنوبية المتجهة شماﻻ للبحر المتوسط في الإبحار بالقناة الجديدة في نفس الوقت الذي تعبر فيها سفن قافلة الشمال المتجهة إلى البحر الأحمر حيث يتابع الرئيس والضيوف عملية العبور المزدوج في المنطقة من الكيلو 86 إلى الكيلو 76 ترقيم القناة حيث يبحر فيها اليخت الجمهوري "المحروسة".

وتطلق السفن المرابطة بكل موانئ العالم صافراتها خلال قيام الرئيس بإعطاء شارة بدء التشغيل الفعلي للقناة الجديدة وهي سابقة أولى من نوعها في تاريخ البحرية العالمية تقديرا لدور قناة السويس في خدمة حركة التجارة العالمية، فضلا عن ظهور الفرقاطة "فريم" بجانب تحليق طائرات الرافال وإف 16.

شهادة التاريخ

في الخامس من أغسطس عام 2014 دشن الرئيس السيسي، مشروع حفر قناة السويس الجديدة لتكون موازية للمر الملاحي الحالي بطول 72 كيلو مترا لتمكين السفن والناقلات من عبور القناة في اتجاهين في ذات الوقت وتلافي المشكلات الحالية التي تؤدى إلى توقف قافلة الشمال لمدة تزيد على 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة وتقليل زمن رحلة عبور القناة مما يساهم في زيادة إيراداتها.

الحلم القديم

وراود حلم القناة عقول الأباطرة والفراعين على مر العصور، فهى قدر مصر التي وهبها الله عبقرية الزمان والمكان وكأنما كتب على شعبها أن يحملوا هذه الأمانة من أجل الإنسانية جمعاء.

ربط البحرين

وتعود فكرة إنشاء قناة لربط البحرين المتوسط والأحمر إلى ما يقرب من ٤ آلاف عام حينما حفر الفرعون سينوسرت الثالث أول قناة لربط البحرين عبر نهر النيل مستخدما الفرع البالوزى الذي يمر بالقرب من منطقة القناة ونظرا لأهمية تلك القناة أعيد حفرها 6 مرات على مر ٢٦ قرنا من الزمان كان آخرها قناة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب التي أنشأها عمرو بن العاص عقب الفتح الإسلامي لمصر في عام ٦٤٢ ميلادي.

العصر الحديث

وفى العصر الحديث عاد حلم القناة من جديد مع الحملة الفرنسية على مصر، حيث كلف نابليون بونابرت كبير مهندسى الطرق لوبيير بدراسة المشروع إلا أن الدراسة أثبتت بالخطأ ارتفاع منسوب البحر الأحمر عن البحر المتوسط بـ8 أمتار ونصف ولهذا ألغى مشروع القناة أيام الحملة.

ديليسبس

وفى عام ١٨٥٤ عندما تولى محمد سعيد باشا حكم مصر استطاع فرديناند ديليسبس، الحصول على الامتياز الأول لحفر قناة السويس ومنح الخديو سعيد، الشركة الفرنسية امتياز لمدة 99 عاما وبدأ حفر القناة الذي استغرق 10 سنوات في الفترة من 1859 إلى 1869 وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل مصري، ومات خلالها أكثر من 120 ألفا منهم أثناء عملية الحفر على إثر الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة.

القناة القديمة

وفي عام 1869 افتتحت قناة السويس في حفل مهيب وبموازنة ضخمة وفي عام 1905 حاولت الشركة الفرنسية تمديد حق الامتياز 50 عاما إضافية إلا أن المحاولة فشلت لاحقا، وفي يوليو عام 1956 أمم الرئيس جمال عبد الناصر قناة السويس، مما تسبب في إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثي والذي انتهى بانسحاب قوى العدوان.

إغلاق القناة

وتسببت حرب 1967 في إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، حتى أعاد افتتاحها الرئيس السادات في يونيو 1975، وشهدت القناة بعد ذلك محاولات لتوسيعها بدأت في عام 1980 وطرحت عدة أفكار لتحويلها إلى منطقة خدمات لوجستية، ولكنها لم تلق قبولا لدى المسئولين.