قناة السويس الجديدة تعيد للأذهان خطابات عبد الناصر «بروفايل»
«تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية»، يا لها من جملة أطلقها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لتعطي الأمل في مشروع أصبح رابطة العالم على الأرض المصرية، تحت سيادة أبنائها، ومنه كان الوحي والإلهام لإشارة البدء التاريخية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الخامس من أغسطس لعام 2014، معلنًا عن إطلاق المشروع الذي بدا للعالم في الوهلة الأولى حلما صعبا يرتقي لدرجة الاستحالة تنفيذه، إلا أن إرادة الرئيس معتمدًا على توفيق الله في المقام الأول، وهو شق قناة السويس الجديدة.
على مدى عام كامل اختلط فيه العرق بالدم، استطاع المصريون أن يسطروا تلك الوثيقة سبقها عمل ومجهود من مسئولى هيئة قناة السويس على مدى شهور طويلة، ومن قبل اليوم التاريخى الذي عرض فيه الفريق مهاب مميش، رئيس الهيئة، المشروع على الرئيس السيسي، بجميع جوانبه وأهدافه وتفاصيله المالية وتكلفته وعوائده.
«لم أنم طوال الليل، الفكرة رائعة ولا بد من تنفيذها فورًا»، كلمات قالها الرئيس السيسي، كان لها الوقع الساحر، الذي يعد بمثابة إشارة البدء الفوري لتنفيذ المشروع وإيذانًا ببدء المهمة الرئاسية القومية للفريق مميش، ليبدأ الإعداد لتنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، بعد إدخال تعديلات على المشروع ليصبح جزءًا من مشروع ضخم لتنمية محور قناة السويس يشمل مشاريع أخرى استثمارية عملاقة، لتعظيم دور قناة السويس كمركز لوجستى عالمى متكامل اقتصاديا وعمرانيا، وينافس عالميا في مجال الخدمات اللوجستية والصناعات المتطورة والتجارة والسياحة ويستوعب التوسع الضخم في حركة التجارة العالمية.
لم يكن السر في المعدات الضخمة والاستعدادات المادية فقط لكن كان هناك حافز أجل وأعظم وهي العزيمة المصرية، لإثبات للعالم أجمع أنهم قادرون على تخطي الصعاب، والطريقة التي يخاطبهم بها رئيسهم، قائلًا «معندناش وقت.. إحنا بنسابق الزمن ومتأخرين أوى.. عايزين نبنى بلدنا ومش هنبيع وهم للناس، وإن شاء الله العام القادم زى دلوقتى نكون مخلصين مشروع محور قناة السويس والطرق». وعلى الفور تلقت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة قناة السويس الأمر الرئاسى بالإشراف على كل أعمال المشروع والاستعانة في سبيل تنفيذه بأكثر من ٨٠ شركة وطنية، وبدأت يوميات الإنجاز والإعجاز أيضا.
في الرابع من سبتمبر، أعلن محافظ البنك المركزى، هشام رامز، عن بدء طرح شهادات قناة السويس، وشارك في عملية طرح الشهادة كل من بنوك، الأهلي المصرى، ومصر، والقاهرة، وقناة السويس. حيث صدرت الشهادات ذات العائد السنوى بمقدار ١٢٪ ويوزع كل ٣ أشهر، بفئات ١٠، ١٠٠، و١٠٠٠ جنيه ومضاعفاتها على أن يصرف العائد كل ٣ أشهر، للشهادات فئة ١٠٠٠ جنيه، وعائد تراكمى للشهادات فئة ١٠ و١٠٠ جنيه بعد انتهاء مدتها البالغة ٥ سنوات، وهى النسبة التي كانت أحد الأسباب التي دفعت المصريين للإقبال الكثيف على شرائها.
وفى ١٥ أغسطس من العام ٢٠١٤ أعلن محافظ البنك المركزى، أن حصيلة بيع شهادات استثمار قناة السويس بلغت ٦١ مليار جنيه، منذ بداية الطرح عن طريق البنوك، وهو ما يزيد على المبلغ المطلوب لحفر القناة الجديدة، معلنًا بذلك نجاح المصريين في تحقيق أول خطوة في طريق حفر القناة الجديدة.