الصحف الأجنبية: أوباما يناقش الأمن وحقوق الإنسان في إثيوبيا.. سوريا تتجه نحو التقسيم.. الغارات التركية تغير قواعد اللعبة في المنطقة.. «روبرت فيسك»: الحضارة لن تنتصر على بربرية «داعش
اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة، صباح اليوم الإثنين، بالعديد من القضايا الدولية التي من أبرزها، زيارة أوباما إلى إثيوبيا، وتقسيم سوريا، والغارات التركية.
وقالت صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية، إن الرئيس باراك أوباما يلتقي اليوم الإثنين، مع قادة إثيوبيا لإجراء محادثات حول مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان وقضايا الأمن الإقليمي، وأزمة جنوب السودان.
وأشارت الصحيفة إلى وصول أوباما للقصر الرئاسي، في العاصمة أديس أبابا لعقد لقاء ثنائي مع رئيس الوزراء هيلي مريم، ويعقبه مؤتمر صحفي، وفي وقت لاحق سيعقد اجتماعا مع القادة الأفارقة؛ لمناقشة الوضع في جنوب السودان التي تشهد حرب أهلية، والصراع بين الفصائل المتحاربة مع الحكومة.
وأوضحت الصحيفة أن جنوب السودان يواجه مهلة إلى 17 أغسطس لقبول اتفاق سلام لتقاسم السلطة، ولكن المسئولين الأمريكيين متشائمون ولا يتوقعون التوصل إلى اتفاق، ويهدف اجتماع أوباما بقادة المنطقة بالنظر إلى استجابة دولية، إذا انتهى الموعد النهائي دون التوصل إلى اتفاق.
وأضافت الصحيفة أن أوباما زار إثيوبيا بعد جولته الأولى في كينيا وكلا البلدين لديهما اقتصاد سريع النمو، ولكنه يواجه تحديات من التهديدات الإرهابي من قبل حركة الشباب الصومالية، وتعد إثيوبيا شريكة للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
ولفتت الصحيفة إلى أن جماعات حقوق الإنسان، تؤكد أن زيارة أوباما تضفي الشرعية الدولية للحكومة التي تستخدم الأمن القومي، كذريعة لقمع المعارضة والحد من الحريات الساسية، وتعد إثيوبيا ثاني أسوأ بلدان العالم في سجن الصحفيين في أفريقيا بعد إريتريا وفقا للجنة حماية الصحفيين.
ونوهت الصحيفة إلى أنه قبل وصول أوباما أطلقت الحكومة سراح العديد من الصحفيين والمدونين، الذين كانت تحتجزهم منذ شهر أبريل 2014 بتهمة التحريض والإرهاب، ولكن ما زال هناك العديد منهم رهن الاعتقال.
تقسيم سوريا
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن إيران تسعي لتقسيم سوريا دويلة، وأضافت: "لكن السؤال هنا من سيحل محل الرئيس بشار الأسد؟".
وأضاف أن عائلة الأسد تحكم البلاد منذ 40 عاما وركزت الحكم في يديها، وأشارت إلى أن هناك مئات المجالس المحلية في جميع أنحاء البلاد غير خاضعة لحكم الأسد من بينها مناطق تحت حكم داعش، وساعدت إيران نظام الأسد على فرض الحصار على الأحياء وتجويعهم، وقدمت الدعم الكامل للأسد بإطلاق براميل البارود على المدارس والمستشفيات.
وأضافت الصحيفة أن بديل الاسد ينشأ من القاعدة الشعبية في سوريا، ويحتاج البديل لرعاية وحماية من قبل الولايات المتحدة وشركائها.
الغارات التركية
وقال داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي، في اجتماع مع رؤساء تحرير صحف تركية، إن هناك أوضاعا جديدة ظهرت في الصراع بالمنطقة بعد العمل العسكري التركي الأخير.
وأكد أوغلو أن الضربات التركية ضد عناصر تنظيم داعش والانفصاليين الأكراد، قد تغير قواعد اللعبة في المنطقة، وأن تركيا لن ترسل أي قوات برية إلى سوريا، مشيرا إلى أن الغارات الجوية تهدف إلى دعم المعارضين المعتدلين الذين يقاتلون داعش.
وأشارت صحيفة حريت التركية إلى أن تركيا، شنت غارات مرة ثانية على معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وسيعقد حلف الشمال الأطلسي "الناتو" اجتماعا طارئا؛ لمناقشة الوضع في تركيا بناءً على طلب الحكومة التركية.
وأكد أوغلو أن تركيا قد تغير قواعد اللعبة في سوريا والعراق والمنطقة، ويجب أن يرى الجميع ذلك إذا استخدمت قواتها بفعالية، وعلى الدول الأخرى تقييم ومراجعة مواقفها طبقا لذلك.
وأضافت الصحيفة أن الطائرات التركية، ضربت موقعين لحزب العمال الكردستاني في الشمال من دهوك والآخر في الشمال من أربيل، وبذلك تنهي تركيا عامين من الهدنة بين الجانبين.
الغارات التركية ضد الأكراد «كارثية»
ودعت صحيفة التايمز البريطانية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التراجع عن قرار الغارات الجوية، التي تستهدف الانفصاليين الأكراد، موضحة أنها ليست مضللة فقط وإنما خطيرة وكارثية.
وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "الدائرة الحارقة" إلى أن إضعاف الأكراد سيسمح لتنظيم داعش بتوسيع وجوده في شمال العراق، مما يدفع بقواته في اتجاه بغداد في الجنوب.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء التركي، داود أوغلو صرح بأن تركيا محاطة بحلقة من النيران، وترى الحكومة التركية أن حزب العمال الكردستاني يمثل تهديدًا لهم، وأشارت إلى أنهم مخطئون، لأن الأكراد الانفصاليين طالما أثبتوا أنهم مسئولون.
وأوضحت أن القرار بشن غارات جوية سيؤدي إلى نشوب سلسلة من الاشتباكات العنيفة، وأكد أنه من الصعب فهم قرار تركيا بإعلانها الحرب على الأكراد على الرغم من تصديهم لتنظيم داعش على الحدود.
الحضارة والبربرية
وقال الكاتب البريطاني، روبرت فيسك إن الغرب يؤمن بأن الحضارة ستنتصر على بربرية تنظيم داعش الإرهابى، ولكن التاريخ يشير إلى عكس ذلك.
وأشار فيسك في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، أعرب عن اعتقاده بحتمية انتصار الخير عندما قال لرئيس الوزراء العراقي الأسبوع الماضي "الحضارة تنتصر دوما على البربرية".
وأضاف فيسك:" أن داعش هو الشر بعينه، يذبح معارضيه ويغتصب النساء ويقتل المدنيين الأبرياء"، متسائلا:" هل فعلا الحضارة ستنتصر على البربرية؟ يجب علينا النظر إلى نتائج الحرب العالمية الثانية التي انتهت بهزيمة هتلر وانتصار ستالين، وقيام ثورة 1917 في روسيا التي أدت إلى الديكتاتورية السوفيتية ،ومجاعة على نطاق واسع راح ضحيتها الملايين، وهو ما يعد بربرية، ويجسد الشر في حكم روسيا لأوربا الشرقية لأكثر من 70 عاما".
ولفت إلى الهمجية الرومانية التي ظلت تمارس الصلب والرق والتعذيب والمذابح، وفي بلاد فارس والبحر الأبيض المتوسط بقى جنكيز خان لسنوات أطول من داعش واستعبد البلاد، ثم جاء حفيده هولاكو، وحررت بغداد عام 1917، وجلبت الحضارة لبلاد بين النهرين.
وأضاف فيسك أن الغرب نقل حضارته إلى العراق في عام 2003 بصورة غير مشروعة، ولكن العراقيين يرون أن الحرية جلبت لهم الفوضى.