رئيس التحرير
عصام كامل

«خريطة حلفاء نظام الأسد».. إيران تقدم 35 مليار دولار دعما سنويا.. وروسيا أهم مصادر التسليح.. الصين تستخدم حق الفيتو أكثر من مرة ضد أي إدانة للحكومة السورية.. «حزب الله» مخزون إسترا

 الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الاسد

"لا ننسى أن نشكر الشقيقة إيران على ما قدمته وما زالت من دعم لسوريا.. والصديقة روسيا.. والصين الوفية على مساعدتهما بأكثر من جانب وخاصة في المحافل الدولية، وشكرا من القلب للمقاومة اللبنانية التي بادلتنا الوفاء بالوفاء والدم بالدم"، آخر عبارت الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه اليوم الأحد، وهو يوضح تماما خريطة الحلفاء لدمشق.


إيران
يمثل الدعم الإيراني عاملا أساسيا في صمود نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فقد ذكر الكاتب نيكولاس بلاندفورد في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، أن حكومة المرشد الأعلى في إيران تدعم بشار الأسد، بحاولي 35 مليار دولار سنويا على شكل قروض لدعم نظام الرئيس السوري، بالإضافة إلى الدعم البشري المتمثل بآلاف العسكريين والمتطوعين.

وقال لى ستيفن هيدمان، نائب الرئيس السابق للأبحاث التطبيقية على الصراعات في معهد السلام الأمريكى، إن إجمالى الدعم من إيران إلى الأسد يترواح بين 15 و20 مليار دولار سنويًا.

وفي 18 يوليو الجاري، قال المرشد الأعلى لجمهورية إيران على خامنئي، اليوم، إن بلاده ستواصل دعمها لنظام بشار الأسد، والعراق.

وقال خامنئي في كلمة له بمناسبة عيد الفطر إن "جمهورية إيران الإسلامية لن تتخلى عن دعم أصدقائها في المنطقة، والشعبين المضطهدين في فلسطين واليمن والشعبين والحكومتين في سورية والعراق والشعب المضطهد في البحرين والمقاتلين الأبرار في المقاومة في لبنان وفلسطين".

روسيا
وشكلت روسيا مع الصين صمام الأمان في الغطاء السياسي الدولي للرئيس السوري في المحافل الدولية وخاصة في مجلس الأمن، فقد وقفت سوريا والصين بالمرصاد لأي قرار ضد الحكومة السورية، وخاصة مع سعي الولايات المتحدة وبعض الدول الخليجية وتركيا إلى توجيه ضربة عسكرية ضد الدولة السورية في إحدى مراحل الصراع السوري.

وتعهدت روسيا بالاستمرار في تقديم الدعم للنظام السوري في المجالات كافة لا سيما العسكرية، لتدحض الأنباء حول إمكانيه توجهها نحو إعادة النظر في سياستها تجاه دمشق مع دخول النزاع عامه الخامس.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في موسكو يوم 29 يونيو الماضي، أن «سياستنا التي تهدف إلى دعم سوريا والقيادة السورية والشعب السوري لم تتغير»، مضيفًا: «نحن مقتنعون بأن الشعب السوري سينتصر في نهاية المطاف».

وتعد روسيا أهم مصدر تسليح لسوريا، إذ تبلغ حجم عقود التسليح الموقعة بين الطرفين ما يقرب من 4 مليارات دولار، فضلًا عن امتلاك الجانب الروسي لقاعدة عسكرية في مدينة طرطوس السورية، أما السبب الثاني فيتمثل في الإيديولوجية الروسية التي دائمًا ما تهدف لإفشال المحاولات الأمريكية في إعادة رسم المنطقة.

الصين
لا يختلف الدعم الصيني عن الدعم الروسي، كثيرا إن لم يكن متطابقا، فقد استخدمت الصين الفيتو أكثر من مرة في مجلس الأمن ضد أي إدانة أو تحرك ضد الحكومة السورية، وهو ما ألقى بظلال سوداء على علاقات الصين ببعض الدول العربية، لا سيما في الخليج.

وتعتبر الصين الحليف الخفي وغير المحسوس لحكومة الرئيس الأسد، فبكين لديها روابط تجارية جيدة مع سوريا، ولديها تعاون اقتصادي قوي حكومة الرئيس الأسد منذ 2001، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين، 2.2 مليار دولار في 2010، وهو يمثل الشريك الاقتصادي الثالث لدمشق، بالإضافة إلى هناك مصلحة صينية كبيرة في الوقوف أمام التحرك الأمريكي والأوربي لتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط.

حزب الله
يعد حزب الله مخزون إستراتيجي لحكومة الرئيس السوري وخاصة في دعمه بالمقاتلين والأسلحة، وتميز حزب الله في حرب العصابات والتي حققت نجاحات قوية ضد الجماعات المسلحة المقاتلة في سوريا.

وقد سلطت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تقرير لها نشرته اليوم الضوء حول مشاركة "حزب الله" في سوريا، وقيامه بعمليات نقل المقاتلين الرئيسين المتمركزين قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية إلى مركز قيادة جديدة في سورية.

وجاء في التقرير أنه "منذ عام 2013 أضاف التنظيم قيادتين جديدتين إلى قواعده الموجودة في جنوب وشرق لبنان: الأولى على الحدود اللبنانية السورية، والثانية داخل سوريا نفسها. وتشير عملية إعادة التنظيم المذهلة إلى التزام جاد تجاه الصراعات الأهلية التي تتجاوز حدود لبنان".

وذكر الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، في مقابلة مع رويترز أن حلفاء الأسد -إيران وروسيا وحزب الله- سيدعمونه "مهما طال الزمن".

وأكد أن "الرئيس الأسد هو رئيس سوريا الذي سيبقى بشكل طبيعي ومن أراد حلا سياسيا عليه أن يتعاطى مع الرئيس الأسد ولا يوجد أي حل سياسي من دونه.. ونحن نرى أن هذا الصمود الكبير الذي حصل في سوريا لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر يؤثر فيه الرئيس الأسد بشخصه بشكل كبير. من هنا نحن لا نعتبر أننا في مرحلة النقاش في مصير الأسد".

الجريدة الرسمية