قضية نهى سعادات.. التي لم تنظرها بعد المحاكم الفرنسية (3)
اختيار نهى كان الطلاق أو الاستمرار، وهي اختارت أن تستمر رغم عيوب زوجها، ورغم شكها أنه ما زال يحب زوجته الأولى، ورغم أن بينهما عقد كزوجة وليس كجليسة أطفال؛ لأنها لا تملك بديلا عن اليوروهات التي يرسلها غيثا إلى أهلها وشقيقاتها الصغيرات وشهادتها الجامعية لن توفر لها عملا بمصر مثلها مثل ملايين غيرها، وهو ما يمكن أن نسميه الاختيار الإجباري أو الإجبار الاختياري، حين نكون مخيرين لكننا في حقيقة الأمر مجبرون.
ولكن هذا لم يمنعها من الانتصار لكرامتها من وقت لآخر، أثناء شجراتهما وطلبها للطلاق، فكان اليمين الأول والثاني ثم الثالث، وتصورت القصة انتهت عند هذا الحد فإذا بها تسافر إلى مصر وتعود بعد شهر بعد أن طمأنها المفتي بالقاهرة، بأن طلقتين لم تقعا؛ لأن الأولى في حالة غياب وعي الزوج، والثانية كانت في وجود عذر شرعي، وحين لاحظت تعجبي المذهول قالت بانفعال: أنتِ فاكرة أني برجع لأني بحبه، أنا كل مرة أمشي يرجعني الفقر، حين يصبح فقر الأهل هو المتحدث الرسمي لعلاقة زوجية، فلا تتوقع لها أي نجاح.
بعض الظروف كالمرض المزمن، تلازمنا أينما ذهبنا حتى آخر دقيقة في عمرنا، لا بديل من تقبلها والتعامل معها فما لا نستطيع تغييره يمكن أن نحوله إلى ابتسامة، حتى لو كانت غير مكتملة السعادة.
تطوعت وسألت عن وضعها القانوني؛ لتحديد آخر محطات صبرها، لا بد أن تكمل أربعة سنوات من تاريخ الزواج لتحصل على كارت إقامة بعشر سنوات، لا يستطيع الزوج إلغاءه بعد طلاقهما - حسب نص القانون الفرنسي -وأثناء الأربعة سنوات يتم التجديد لها كل مرة بعام واحد، ولو رفض الزوج وضع إمضائه على الأوراق يسحب منها كارت الإقامة وتعود إلى مصر فورا، وهذا القانون الصارم تم سنه بعد انتشار حالات الزواج الأبيض، وهو الزواج بين فرنسي أو فرنسية مع زوج أو زوجة من دولة أخرى؛ بهدف الحصول على الإقامة الشرعية، ووصل الأمر إلى شن حملات تفتيش مفاجئة من قبل البوليس الفرنسي على بيت الزوجية؛ للتأكد من إقامة الزوجين معًا، وكان هذا يعني أن العصفور لم يبق له إلا عام واحد ويخرج من سجنه الذهبي.
وتفتق ذهنها أن تنجب منه أطفالا بطريقة صناعية بعد فشل الطرق الطبيعية، وأقامت الدنيا وأقعدتها وهددته بالانفصال جديا إن لم ينفذ، فطلب منها لأول مرة أن تستشيرني، "اسألي صاحبتك إللي بتاخدي رأيها في كل حاجة"، كان من الواضح أنه أدرك مدى ثقتها بي لكنه لم يدرك مدى ضيقها مني؛ لأنني غالبا كنت أقول لها ما لا تريد سماعه، "أطفال أيه في حياة زوجية غير مستقرة فاضل سنة واحدة.. الصبر".
تطوعت وسألت عن وضعها القانوني؛ لتحديد آخر محطات صبرها، لا بد أن تكمل أربعة سنوات من تاريخ الزواج لتحصل على كارت إقامة بعشر سنوات، لا يستطيع الزوج إلغاءه بعد طلاقهما - حسب نص القانون الفرنسي -وأثناء الأربعة سنوات يتم التجديد لها كل مرة بعام واحد، ولو رفض الزوج وضع إمضائه على الأوراق يسحب منها كارت الإقامة وتعود إلى مصر فورا، وهذا القانون الصارم تم سنه بعد انتشار حالات الزواج الأبيض، وهو الزواج بين فرنسي أو فرنسية مع زوج أو زوجة من دولة أخرى؛ بهدف الحصول على الإقامة الشرعية، ووصل الأمر إلى شن حملات تفتيش مفاجئة من قبل البوليس الفرنسي على بيت الزوجية؛ للتأكد من إقامة الزوجين معًا، وكان هذا يعني أن العصفور لم يبق له إلا عام واحد ويخرج من سجنه الذهبي.
وتفتق ذهنها أن تنجب منه أطفالا بطريقة صناعية بعد فشل الطرق الطبيعية، وأقامت الدنيا وأقعدتها وهددته بالانفصال جديا إن لم ينفذ، فطلب منها لأول مرة أن تستشيرني، "اسألي صاحبتك إللي بتاخدي رأيها في كل حاجة"، كان من الواضح أنه أدرك مدى ثقتها بي لكنه لم يدرك مدى ضيقها مني؛ لأنني غالبا كنت أقول لها ما لا تريد سماعه، "أطفال أيه في حياة زوجية غير مستقرة فاضل سنة واحدة.. الصبر".
يتبع..
