رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر وأجرأ قرار لرئيس مصري!


أمريكا أكبر قوة في العالم، وهي القوى الأعظم وأكبر قوة عرفها التاريخ.. هكذا بالمنطق وبمعايير القوة على الأرض، ووفقا للدور الفعلي على كوكبنا سلما وحربا، وهيمنة على منظمة الأمم المتحدة وما يتفرع منها من هيئات ومنظمات، وكذلك بمعايير القدرات الاقتصادية الدولية والنصيب من التجارة الدولية وغيرها من المعايير!


والعلاقات مع الولايات المتحدة تحكمها توجسات مصرية دائمة؛ نظرا لارتباط أمريكا الدائم بالأهداف والمصالح الإسرائيلية.. وستتصاعد العلاقات وتزداد سوءا كلما أصرت مصر على السير في طريق التقدم والتنمية.. ماذا سيحدث لو شعرت مصر بالظلم؟.. ماذا لو منعت أمريكا أسلحة وقطع غيار قادمة لمصر؟.. ماذا لو قررت أمريكا شن حرب دبلوماسية ضد مصر؟.. والأهم: ماذا لو قررت مصر الرد؟

وفجأة أعلنت الأجهزة المختصة، أن الرئيس سيلقي خطابا مهما مرتبطا بالأزمة مع أمريكا.. هذه المرة سيكون انتظار الخطاب أصعب من انتظاره في المرات السابقة.. الشوق لمعرفة رد الرئيس يحول الثواني إلى ساعات والدقائق إلى أيام.. وحان وقت الخطاب.. تمر المقدمة ثقيلة ثقيلة.. فالناس ستستعجل الرد.. يريدون أن يشفوا غليلهم من دولة تعاديهم منذ عرفوها.. كل شهدائهم وجرحاهم ومشرديهم بسبب هذه الدولة المجرمة وبأسلحتها تمت كل الجرائم ضد العرب والمصريين.. وفجأة وصل الرئيس إلى النقطة المهمة..

أعلى مراحل الخطاب وذروته، وهنا قال الرئيس: بعد مراجعة قوانين البلاد ومعاهداتها الدولية والتزاماتها وفقا للقانون الدولي، ومنه حق الدفاع الشرعي عن النفس، قررنا مصادرة الأموال الأمريكية الموجودة في البنوك المصرية متى وجدت وبعملاتها المختلفة، ومصادرة الأملاك الأمريكية العينية في مصر وعلى رأسها مبنى السفارة الأمريكية والأرض التي تقع عليها، وكذلك القنصليات الأمريكية في القاهرة والإسكندرية وغيرها ومبنى الجامعة الأمريكية بأفرعه المختلفة، ومصادرة ما تحتويه كل هذه المباني من منقولات ومنع كل من يحمل الجنسية الأمريكية من السفر لحين التحقق من سلامة موقفه من أي قضايا محل نظر أمام القضاء المصري، ومنع الطيران الأمريكي من استخدام الأجواء المصرية إلا بإذن أو اتفاق ثنائي مسبق!

العالم سينقلب فورا.. والمصريون سينسون كل شيء وسينطلقون إلى الشوارع؛ فرحا وابتهاجا، ومنهم من سينطلق خوفا من المجهول، وسيعتبر الجميع ما جرى زلزالا سياسيا بكل المعايير!

هل تعلم أن كل هذه الإجراءات لو تمت اليوم - أو قبل سنوات - هي المعادل الموضوعي الفعلي لتأميم قناة السويس، التي أممها في مثل هذا اليوم 26 يوليو عام 1956 الضابط المصري الشاب وقتها جمال عبد الناصر، رئيس الدولة الفقيرة التي تخلصت قبلها بأشهر من استعمار دام عشرات السنين، ضد القوة الأعظم وقتها بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس؟!

هل تخيلتم حجم القرار؟.. ومدى تأثيره وقوته ومسئوليته وعظمته؟!.. هل عرفت أن القرار يكفي وحده ليخلد اسم صاحبه بحروف من نور في تاريخ الحكام المدافعين عن حقوق شعوبهم؟.. هل عرفت مدى ضآلة حجم وضحالة عقل أعداء الرجل؟!

المجد للقائد والزعيم الخالد، والفاتحة على روحه الطاهرة في يوم كبير وعظيم من أيام المصريين والعرب، وكل أحرار العالم!
الجريدة الرسمية