رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية وحماس (5)


بغض النظر عن اتهام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الإعلام بتضخيم دلالات زيارة خالد مشعل للسعودية ولقائه بخادم الحرمين، إلا أن من أثاروا كلاما سواء في شكل معلومات أو شائعات حول هذا الأمر، لا يقصدونه وحده في حد ذاته، وإنما عيونهم على الأمر الأكبر وهو مستقبل العلاقات بين مصر والسعودية.

ولذلك في اليوم التالي للتصريحات أو التأكيدات التي أدلى بها الجبير، حول عدم حدوث تغيير في السياسة السعودية تجاه كل من حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وجدنا من ينشر أخبارا عن لقاءات لبعض الأمراء السعوديين مع يوسف ندا، رجل التنظيم الدولي للإخوان.

فإن من يتابع ملف حماس من الصحفيين والإعلاميين، لا بد أنهم يعرفون أن مصر نفسها التي اتهم داخلها عناصر من حركة حماس باختراق الحدود والأراضي المصرية، والمشاركة في اقتحام السجون خلال يناير 2011، وكذلك دعم الإرهابيين في سيناء، لم تغلق كل الأبواب أمام حركة حماس وفي وجه قادتها.. فإن موسى أبو مرزوق، نائب مشعل، ما زال في مقدوره زيارة مصر بين الحين والآخر قادما من قطاع غزة، وذلك بعد أن غادر هو ومشعل دمشق؛ حيث اتجه الأخير للإقامة في قطر.. أي أن فتح السعودية بابًا ولو مواربًا، أمام قيادات حماس قد لا يثير قلقا مصريا على هذا النحو، الذي صورته بعض أجهزة الإعلام.

ولذلك يتبقى الموضوع الأهم هو العلاقات المصرية السعودية، التي لم تسلم منذ تولي خادم الحرمين الجديد الملك سلمان منصبه من تكهنات عديدة تتنبأ بتراجعها.. وإذا كنا نسلم أنه لا يوجد تطابق في مواقف الدول تجاه أي قضايا ولا يوجد أيضا تطابق بين مسئول وآخر في أي دولة؛ لأن لكل مسئول أسلوبه الخاص وتفكيره المستقل، إلا أننا نعرف أيضًا أن السعودية سواء خلال وجود الراحل الملك عبد الله أو الآن في ظل وجود الملك سلمان، تدرك أهمية العلاقة الوطيدة مع مصر.. وهذا ما كشف عنه بوضوح عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي..

يتبقى أيضا القول إن كل علاقة تحتاج لرعاية دائمة، وهذا يفسر زيارة سامح شكري، وزير الخارجية المصري، للسعودية.
الجريدة الرسمية