رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية وحماس! (4)


السؤال الذي طرحناه أمس حول هل يمكن أن تضمن السعودية فعلا ابتعاد حماس عن إيران أو حدوث تغيير في مواقفها في ظل الانفتاح عليها ودعمها ؟ أجاب عنه بعد ساعات قليلة فقط عادل الجبير وزير الخارجية السعودى بطريقة غير مباشرة عندما قال في المؤتمر الصحفى الذي جمعه مع وزير خارجيتنا سامح شكرى إنه ليس ثمة لقاءات رسمية سعودية مع حماس ولا تغيير في السياسات السعودية سواء تجاه مصر أو تجاه السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس.


وبغض النظر عما قاله وزير الخارجية السعودى وهو محق في بعضه حول أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي وحماس وزملاءه زاروا السعودية (ومكة تحديدا) لأداء فريضة العمرة والسعودية لا تستطيع أن تمنع مسلما من أداء العمرة (وهذا الوزير محق فيه ) وأن مشعل استثمر وجوده في المملكة لدخول الحضرة الملكية (وهذا أمر غير متاح لأى معتمر بالطبع).. وبغض النظر عن ذلك إلا أن الوزير السعودى كان واضحا في تأكيد أن سياسة المملكة العربية السعودية تجاه حماس لم تتغير وما زالت كما هي حيث ما زالت تؤيد السلطة الفلسطينية..

وقد يفسر البعض ذلك من بين الإعلاميين الذين حملهم الوزير السعودى مسئولية القراءة الخاطئة لزيارة مشعل للسعودية بأن الاتصالات السعودية مع حماس لم تسفر عن تحقيق ما تصبو إليه المملكة في تغيير مواقف حماس.. ولكن ما يعنينى شخصيا أن المعنى المباشر لما قاله الجبير لسامح شكرى في المؤتمر الصحفى يتمثل في أن المملكة العربية السعودية حريصة على مراعاة المشاعر المصرية (الشعبية قبل الرسمية) تجاه حماس التي تورطت عناصر لها في اختراق الحدود واقتحام السجون المصرية مع عناصر جماعة الإخوان.. وهذا أمر مهم خاصة أن هذا الكلام جاء مقترنا بنفى قاطع وواضح من قبل الوزير السعودى حول ما أثاره بعض الكتاب السعوديين وغير السعوديين عن تغيير في الموقف المصرى تجاه التحالف العربى في اليمن. 
ونكمل غدا
الجريدة الرسمية