رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «مشروع الضبعة النووي» حلم المصريين منذ 60 عاما.. بدأت فكرته في عهد «عبد الناصر» وينفذه «السيسي».. الأهالي يؤكدون التعاون مع القوات المسلحة.. «العسيري»:

فيتو

60 عامًا شملت فترات ازدهار وانحدار، مرت على "حلم المشروع النووى المصري"، الذي بدأت فكرته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم استكمل الفكرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات ثم الرئيس مبارك، وأخيرًا عقدت الاتفاقيات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس مصر الحالي، سنوات عديدة مر بها مشروع إقامة أول محطة نووية مصرية "مشروع الضبعة النووى"، الذي يعادل أهميته مشروع السد العالي قديمًا.


تعاون مصري روسي
بدأ الحلم عندما وقع الرئيس جمال عبد الناصر اتفاقية "الذرة من أجل السلام" في 1953، وأعقب ذلك بعامين ونصف تشكيل لجنة الطاقة الذرية برئاسة جمال عبد الناصر، واستكمال الحلم خلال الأيام الماضية، بعدما عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفاقية تعاون مع نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنشاء محطتين نوويتين سلميتين لتوليد الكهرباء بالضبعة كمرحلة أولى.

45 كيلومترا مربعا
يقع مشروع الضبعة النووي في الكيلو 135، بطريق (مطروح – الإسكندرية) الساحلي، على يسار الزائر القادم من محافظة مطروح، حيث يسير الزائر ما يقارب 7 كيلومترات ليصل إلى أرض المشروع، الذي من المقرر أن يقام على مساحة 45 كيلومترا مربعا، بطول 15 كيلومترا على ساحل البحر، وبعمق 5 كيلومترات، "فيتو" انتقلت لمكان المشروع، لتضع عين القارئ على حقيقة تلك المشروع.

مساكن المهندسين
فعلى مساحة ما يقارب من كيلو ونصف من الطريق الدولي الرئيسي يقام عدد من الأبنية المتجاورة شبه كاملة التشطيبات، ذات طابق واحد، وهي مساكن للمهندسين، وبعدها بما يقارب من 4 كيلومترات تقع أرض المشروع النووي التي تخلو في الفترة الحالة من أية معدات، حيث لا يوجد سوى البنة التحتية للمشروع.

3 آلاف عامل مصري
ويقول الدكتور إبراهيم العسيرى، المفتش السابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمتحدث باسم المحطات النووية، إن قرار الرئيس المصري بإنشاء المشروع بالتعاون مع شركة روزاتوم الروسية، وفر ما يقارب من عامين من مدة إنشاء المشروع.

وأوضح "العسيري" لـ"فيتو" أنه من المقرر أن يشارك في المشروع ما يقارب من 3 آلاف عامل مصري من مدن الضبعة ومرسى مطروح والعلمين، وإذا وجب الأمر من محافظات أخرى، بجانب العمالة الروسية والآلات الروسية، وذلك تحت قيادة عدد من الخبراء الروسيين والمصريين، مشيرًا إلى أن الجهات المصرية لا تعلم أي شيء عن أنواع المعدات الروسية القادمة لإنشاء المشروع، لافتا إلى أنه من المقرر وجود عدد كبير من الأوناش، وآلات اللحام والحدادة.

وتابع "العسيري" بأن الجهات الهندسية بالقوات المسلحة انتهت من استكمال البنية التحتية للمشروع، التي تشمل إنشاء برج الأرصاد لقياس درجات الحرارة والرطوبة واتجاهات الرياح، علاوة على ذلك إنشاء مباني العاملين وإمداد خطوط الغاز والمياه والكهرباء والاتصالات، بالإضافة إلى إمداد المنطقة بأجهزة قياس المياه الجوفية والزلازل والتيارات البحرية.

لا يمثل ضررا للأهالي
من جانبه يقول مستور بو شكارة، منسق اللجنة التنسيقية لأهالي الضبعة المتضريين من المشروع النووي، وأحد أهالي مدينة الضبعة: إن موقف الأهالي من إقامة المشروع النووي ينقسم إلى عدة شئون: هندسي واقتصادي وأمني، مشيرًا إلى أنه ما يهم أهالي الضبعة هو الشأن المجتمعي، والذي يمثل لهم المخاوف، لافتًا إلى أنه يجب أن توجد الثقة في مؤسسات الدولة، موضحًا أن الدولة تضمن للأهالي أن المشروع لا يمثل أي ضرر، وعليه لا يعارض الأهالي الصالح العام.

ويقول عبد الرحمن مصطفى، من أهالي مدينه الضبعة: إن عددًا كبيرا من الأهالي يرحب بالمشروع الذي من المقرر أن يستفيد منه جميع المصريين، داعيًا الله عز وجل أن يعود بالنفع على أهالي مدينة الضبعة، وأن يكون خيرا لمصر وللمصريين.

تعاون الأهالي لتحقيق الحلم
فيما رحب الشيخ أبو بكر الجراري، أحد كبار مشايخ مدينة الضبعة وممثل أهالي الضبعة بمحافظة مطروح، بالوفد الروسي على أرض الضبعة، مشيرًا إلى تعاون المدينة معهم ومع الدولة لإنشاء الحلم النووي الذي طال عشرات السنوات.

وقال محمود شكري، أحد المتضررين من المشروع النووي: سلمنا الأراضي وسط فرحة وسعادة دون تفكير، والقوات المسلحة ورئيس الجمهورية حققوا لنا ما وعدونا به، ونتمنى منهم أن يكون لأهالي الضبعة ومطروح الأولوية في التوظيف بمشروع الضبعة.

بينما قال الحاج سعيد، مشرف أمن على المشروع، إنه لم تأتِ حتى الآن آية آلات روسية، وأن الأرض تحت إشراف القوات المسلحة، مشيرًا إلى وجود خبيرين روسيين يشرفان بصفة مستمرة على البنية التحتية للمشروع.

مدينة سكنية
وأكد العمدة مهنى رحومة عبد الحميد الشهير بالعمدة مهنى أبو الهيش، أحد أهالي مدينة الضبعة، والمفوض عن أهالي الضبعة، على المعاملة الحسنة من القوات المسلحة للأهالي بعد تسليم أراضي الضبعة، مشيرًا إلى أنهم تقدموا بطلبات، بعضها تم تنفيذه والبعض الآخر من المقرر تنفيذه في المرحلة القادمة.

وأضاف أنه كان على رأس هذه الطلبات تعويض أهالي الضبعة بمدينة سكنية، لافتًا إلى أن قرار إنشاء مدينة سكنية متكاملة تضم 1500 وحدة صدر بالفعل، وأنه على وشك الانتهاء من تنفيذها.
الجريدة الرسمية