رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية وحماس! (3)


لأن إيران تمثل هاجسا للسعودية الآن، فإنها تنتهج سياسات تسعى لتكوين تحالف سني في مواجهتها.. وفي هذا الإطار، جاء استقبال الملك سلمان لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. فإن السعودية تبغى إبعاد حركة حماس عن إيران؛ حتى لا تصبح الحركة أداة من الأدوات الإيرانية في المنطقة لتحقيق سياساتها، مثلما هو الحال مع حزب الله ومع الحوثيين.


هذا هو الدافع وراء موافقة السعودية على استقبال خالد مشعل من قبل خادم الحرمين.. ولكن يبقى السؤال، هل يمكن أن تضمن السعودية ابتعاد حركة حماس فعلا عن إيران؟.. ويزيد من أهمية هذا السؤال، أن الحركة ليست على قلب راجل واحد بخصوص هذه المسألة، بل ثمة خلاف وتباين داخل قياداتها حول استبدال إيران بالسعودية..

إن حركة حماس كانت من أكبر الداعمين للنظام السوري، ولكنها تراجعت عن تأييده رغم أنها كانت تعتمد كثيرا على إيران المساند الأول لهذا النظام.. وهذا معناه أنه لا توجد مواقف مبدئية لدى قيادة الحركة، وإنما مواقفها تصوغها مصالحها الآنية.. وبالتالي لا يصح أن يطمئن أحد لها.

ويضاف إلى ذلك وهو الأهم، أن حركة حماس كما يقول ميثاقها، هي جزء من الإخوان وعضو في التنظيم الدولي للإخوان.. والإخوان الآن لا يعادون مصر وحدها، وإنما يجاهرون بالعداء لكل دول الخليج، التي وقفت تؤيد مصر بعد الإطاحة بحكم مرسي، رغم أن بعضهم يسعى لدى هذه الدول للتدخل من أجل حماية قادة الإخوان الذين صدرت ضدهم أحكام بالإعدام.. وإذا كانت السعودية قد رأت في التسعينيات من القرن الماضي، أن الإخوان خانوا من ساعدوهم من قبل، فكيف تأتمن لحركة تنتمي لهم؟.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية