قنبلة مركز البحوث الزراعية
تخيل معي أنك قد تعرضت لظلم تخطيك في الدرجة الوظيفية، وكنت تنتمي إلى جهة بحثية أو جامعية وأنت حاصل على درجة الماجستير أو الدكتوراه، وتعمل بصفة مؤقتة أو على كادر عام (كادر غير جامعي)، وقمت برفع دعوى قضائية تتظلم فيها وقد أنصفك القضاء وأخذت درجتك الجامعية، وقمت بعمل أبحاث للترقية وبالفعل تمت ترقيتك، واستمر الحال وأنت تتقاضى مرتبك كمدرس جامعي أو أستاذ مساعد وتحصل على كل بدلاتك عادي جدًا..
وتتفاجأ في يوم بأنه ودون أن تعلم ودون سابق إنذار، يتم الطعن في هذا الحكم القضائي الذي تعينت بموجبه، وأن قرار تعيينك رغم مرور عشرة سنوات عليه لم يحصن، وأنت معرض لفقد وظيفتك تمامًا، التي نظمت كل حياتك عليها.. ماذا تفعل؟
هذا بالفعل ما يحدث في مركز البحوث الزراعية، الذي أثير هذا الموضوع في اجتماع مجلس المركز واجتماعات مجالس المعاهد المختلفة للمركز، بالرغم من أنها لم تذكر في مضبطة المجالس.
ولكن فضولي الصحفي جعلني أبحث وراء صحة هذا الخبر الغريب جدًا، فتأكدت من صحته وخصوصًا عندما قمت بالاتصال بأحد أصدقائي من الذين يعملون مستشارين في مجلس الدولة، الذي أكد لي أن الأمر بالفعل مرفوع في مجلس الدولة، وهو أحد المسئولين عن هذه القضية، وأنه يوجد مائتان بوظيفة مدرس وأستاذ مساعد تم تعيينهم بموجب حكم قضائي، سيتم فصلهم أو رجوعهم إلى وظيفة ما قبل هذا الحكم.
ولكن الشيء المثير، أن هذا الموضوع من الواضح جدًا أن إدارة المركز صدمت به كصدمتنا تمامًا.
والسؤال هنا لماذا هذا التوقيت بالذات لإثارة مشكلة كارثية كهذه داخل هذا الصرح الكبير؟.. وهل هناك جهات أخرى ستفاجأ بخروج مئات أو آلاف في الشارع تستغيث؟
إن الحرب التي تحاك على المصريين ليست فقط من جماعات إرهابية تحمل السلاح، ولكن من الطابور الخامس الذين يعملون بدأب شديد على إفشال الحكومة وشغلها بإثارة مشاكل خامدة نحن في غنى عنها.
هذا يذكرني إبان حكم الإخوان، بأن الناس أصبحت لا تعمل بقدر بحثهم عن ملفات فساد لبيعها للقنوات الفضائية، ولخلق فوضى وعدم استقرار نفسي لا للشعب ولا لرجال الأعمال؛ حتى تكون دمار البلد هي النتيجة الحتمية.
ما زال هناك عشرات الأسئلة تبحث عن إجابات.. فمصر الآن كفريق كرة، مُدرِبِهُ رجل عظيم يسعى لفوز فريقه، ولكن هناك بعض أعضاء من هذا الفريق يعمل لصالح الفريق المنافس، فكل ما فعله المدرب وباقي الفريق بعد أن أيقنوا هذه الكارثة أنهم توجهوا جميعًا إلى المرمى لحمايته، وخلى الملعب تمامًا من الإبداع، فالكل يجري في الملعب وكأنها مباراة وهي ليست كذلك؛ لأن المدرب لم يستبعد أعضاء فريقه من الخونة وأصر على خوض المباراة.
فلك الله يا مصر حماك الله ورعاك..