يونيو يوليو أغسطس!
للناس حظوظ من شهور ميلادهم، وشهور حياتهم، بل ليالي وسنين مماتهم!
والحق أن المصريين يحملون مشاعر متباينة تجاه شهور محددة، وسنوات بعينها، هي شهور يونيو ويوليو وأغسطس، وأكتوبر، شهور فيها شهدوا ما هو موت، ثم جعلوها مناسبات خالدة للبعث والحياة، فمثلا ظل شهر يونيو حزيران الأسود مناسبة للهزيمة في حرب يونيو ١٩٦٧، عشنا مكسورين مقهورين، حتى قهر أكتوبر السادات هزيمة يونيو جمال!
بل حاول السادات أن يصحح صورة المصريين النفسية والوطنية، بأن جعل يوم الخامس من يونيو موعدا لإعادة افتتاح قناة السويس، ومع ذلك، ظلت المرارة مرتبطة بذلك اليوم المشئوم، الذي ظلمت فيه العسكرية المصرية ظلما؛ بسبب قرار سياسي متعجل لجمال عبد الناصر، تاه بين الشعار والتضليل والواقع المصري والدولي معًا.
وفي الثالث والعشرين من يوليو ١٩٥٢، قاد الجيش حركة الضباط الأحرار، سرعان ما تحولت إلى ثورة شعبية، من خلال حزمة إصلاحات اجتماعية واقتصادية غيرت الحياة المصرية، مصحوبة بردة سياسية، حطمت الحياة الحزبية، وخنقتها، رغم كل جهود الإنعاش في عصر السادات، ومبارك، وما بعد يناير، وحتى بعد يونيو.. بطبيعة الحال، لا بد من الاعتراف بأن ثورة يوليو التي التف حولها الشعب المصري، أعادت الاعتبار والعزة الوطنية للمواطن المصري، وفيها من التشابه ما يبلغ مقدار التماثل مع ثورة الثلاثين من يونيو الحالية، فكلاهما ثورة استدعى فيها الشعب رجل البيت، وفي الحياة المصرية رجل البيت هو الجيش المصري، المؤلف من أبناء البيوت المصرية قاطبة، بلا طائفية ولا مذهبية، ليتصدر المشهد الوطني، وليحمي الهوية المصرية المعتدلة.
ثورة يوليو والضباط الأحرار بقيادة البكباشي جمال عبد الناصر، قادت أكبر عملية تحول اجتماعي في تاريخ المجتمع المصري، لها ما لها وعليها ما عليها، والحق أن الإيجابيات أكثر، من ناحية الحفاظ على الطبقة الوسطى ورعايتها، والتأكيد على أهميتها ودورها، باعتبارها المورد الرئيسي للمواهب وأساس الثبات والصلابة في البلد.
تآكلت تلك الطبقة بفعل الثراء السريع في عصر الرئيس السادات، وتساندت بقوة وقويت في عصر الرئيس مبارك، ثم انحسرت تحت زحف جشع وطمع وفساد عصبة من المنتفعين من تجار ورجال أموال، صنعوا بإعلامهم وأموالهم طبقة عازلة حول النظام، كشفها وحذر منها بقوة دكتور صبري الشبراوي، ذات يوم لجمال مبارك، وهو تلميذ الشبراوي، وفي وجهه، في أمانة السياسات، وعلى الملأ السياسي والحزبي والحكومي.
يومها قال لجمال: أرى من حولك طبقة عازلة تمنعك حتى عني، وأرى أن تبدأوا حربا على الفساد الذي انتشر!!
لم يعترض جمال مبارك على تنبيه أستاذه، الذي علمه الإدارة البشرية في الجامعة ألأمريكية، بل ابتسم متفهما، وكان ذلك في وقت قريب من نهايات ٢٠١٠، وكنت حاضرا تلك الجلسة.
وثار الشعب في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣، واستدعى جيش الشعب، رجل البيت، وتغيرت صورة وذهنية يوم الخامس من يونيو ومن الهزيمة على يد إسرائيل، وصارت ثورة يونيو الطاهرة، يوما للفخر الوطني واستعادة الهوية الوطنية من مماليك الإخوان، بل أجبر الشعب المصري بالثلاثين مليونًا الذين خرجوا في أكبر مظاهرة في التاريخ الإنساني، على تغيير قوانين السياسة والعسكرية في كبرى الدول، وجعلها تنحني اعترافا به وتوقيرًا، فقد اعترفت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا ودول الاتحاد الأفريقي، بأن الجيش المصري انحنى لإرادة شعبه، الذي منه أبناؤه الجنود وقادته، وعزل رجلا في سدة الحكم، يعمل ضد مصالح الشعب ويتجسس عليه ويتآمر على جيشه!!
مرة ثالثة كان الجيش بطلا ورجلا لا يخذل شعبه، وفي السادس من أغسطس القادم، سوف يسطر الجيش موعدا جديدا مع القدر والمعجزات، سيكون يوم الاحتفال الأسطوري بإتمام حفر قناة السويس الجديدة، إعلانا جديدا للعالم وللتاريخ، أن رجال الجيش المصري أوفياء أمناء.. فقد وعدوا بالبناء وشق القناة، وأوفوا بالوعد في اليوم المشهود السادس من أغسطس، شقيق وتوءم السادس من أكتوبر، وأمناء على العرض والأرض، شرف الأم والبنت والزوجة المصرية، وشرف الجغرافيا والتاريخ الوطني المصري.
اللهم اجعل شهورنا فرحا وفخرا، واحفظ يونيو ويوليو وأغسطس، وصحح اللهم يناير وبيض وجهه ليكون فخرا لا سوادًا، وثبت فرحتنا بيونيو ويوليو وأغسطس، وأكتوبر!
بل حاول السادات أن يصحح صورة المصريين النفسية والوطنية، بأن جعل يوم الخامس من يونيو موعدا لإعادة افتتاح قناة السويس، ومع ذلك، ظلت المرارة مرتبطة بذلك اليوم المشئوم، الذي ظلمت فيه العسكرية المصرية ظلما؛ بسبب قرار سياسي متعجل لجمال عبد الناصر، تاه بين الشعار والتضليل والواقع المصري والدولي معًا.
وفي الثالث والعشرين من يوليو ١٩٥٢، قاد الجيش حركة الضباط الأحرار، سرعان ما تحولت إلى ثورة شعبية، من خلال حزمة إصلاحات اجتماعية واقتصادية غيرت الحياة المصرية، مصحوبة بردة سياسية، حطمت الحياة الحزبية، وخنقتها، رغم كل جهود الإنعاش في عصر السادات، ومبارك، وما بعد يناير، وحتى بعد يونيو.. بطبيعة الحال، لا بد من الاعتراف بأن ثورة يوليو التي التف حولها الشعب المصري، أعادت الاعتبار والعزة الوطنية للمواطن المصري، وفيها من التشابه ما يبلغ مقدار التماثل مع ثورة الثلاثين من يونيو الحالية، فكلاهما ثورة استدعى فيها الشعب رجل البيت، وفي الحياة المصرية رجل البيت هو الجيش المصري، المؤلف من أبناء البيوت المصرية قاطبة، بلا طائفية ولا مذهبية، ليتصدر المشهد الوطني، وليحمي الهوية المصرية المعتدلة.
ثورة يوليو والضباط الأحرار بقيادة البكباشي جمال عبد الناصر، قادت أكبر عملية تحول اجتماعي في تاريخ المجتمع المصري، لها ما لها وعليها ما عليها، والحق أن الإيجابيات أكثر، من ناحية الحفاظ على الطبقة الوسطى ورعايتها، والتأكيد على أهميتها ودورها، باعتبارها المورد الرئيسي للمواهب وأساس الثبات والصلابة في البلد.
تآكلت تلك الطبقة بفعل الثراء السريع في عصر الرئيس السادات، وتساندت بقوة وقويت في عصر الرئيس مبارك، ثم انحسرت تحت زحف جشع وطمع وفساد عصبة من المنتفعين من تجار ورجال أموال، صنعوا بإعلامهم وأموالهم طبقة عازلة حول النظام، كشفها وحذر منها بقوة دكتور صبري الشبراوي، ذات يوم لجمال مبارك، وهو تلميذ الشبراوي، وفي وجهه، في أمانة السياسات، وعلى الملأ السياسي والحزبي والحكومي.
يومها قال لجمال: أرى من حولك طبقة عازلة تمنعك حتى عني، وأرى أن تبدأوا حربا على الفساد الذي انتشر!!
لم يعترض جمال مبارك على تنبيه أستاذه، الذي علمه الإدارة البشرية في الجامعة ألأمريكية، بل ابتسم متفهما، وكان ذلك في وقت قريب من نهايات ٢٠١٠، وكنت حاضرا تلك الجلسة.
وثار الشعب في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣، واستدعى جيش الشعب، رجل البيت، وتغيرت صورة وذهنية يوم الخامس من يونيو ومن الهزيمة على يد إسرائيل، وصارت ثورة يونيو الطاهرة، يوما للفخر الوطني واستعادة الهوية الوطنية من مماليك الإخوان، بل أجبر الشعب المصري بالثلاثين مليونًا الذين خرجوا في أكبر مظاهرة في التاريخ الإنساني، على تغيير قوانين السياسة والعسكرية في كبرى الدول، وجعلها تنحني اعترافا به وتوقيرًا، فقد اعترفت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا ودول الاتحاد الأفريقي، بأن الجيش المصري انحنى لإرادة شعبه، الذي منه أبناؤه الجنود وقادته، وعزل رجلا في سدة الحكم، يعمل ضد مصالح الشعب ويتجسس عليه ويتآمر على جيشه!!
مرة ثالثة كان الجيش بطلا ورجلا لا يخذل شعبه، وفي السادس من أغسطس القادم، سوف يسطر الجيش موعدا جديدا مع القدر والمعجزات، سيكون يوم الاحتفال الأسطوري بإتمام حفر قناة السويس الجديدة، إعلانا جديدا للعالم وللتاريخ، أن رجال الجيش المصري أوفياء أمناء.. فقد وعدوا بالبناء وشق القناة، وأوفوا بالوعد في اليوم المشهود السادس من أغسطس، شقيق وتوءم السادس من أكتوبر، وأمناء على العرض والأرض، شرف الأم والبنت والزوجة المصرية، وشرف الجغرافيا والتاريخ الوطني المصري.
اللهم اجعل شهورنا فرحا وفخرا، واحفظ يونيو ويوليو وأغسطس، وصحح اللهم يناير وبيض وجهه ليكون فخرا لا سوادًا، وثبت فرحتنا بيونيو ويوليو وأغسطس، وأكتوبر!
اللهم آمين!