رئيس التحرير
عصام كامل

يا مرسى.. انتظر يوماً تقف فيه خلف القضبان


بعد مرور شهور قليلة استطاع الرئيس مرسى، تحقيق ما حققه مبارك فى ثلاثين عاماً وهو فى توحيد الشعب على مشاعر واحدة وهى "الغضب"، وكلمة واحدة وهى "ارحل" وتمنى واحد وهى "المحاكمة للقتلة".


نعم المطالب الثلاثة والمشاعر السابقة حققها مبارك بعد ثلاثين عاماً من حكمه، أما مرسى بقيادة المرشد ومرجعيته الإخوانية وقراراته الشاطرية وسلاحه الرسمى "محمد إبراهيم"، "وزير الداخلية" فى مواجهة معارضيه استطاع أن يحصل على مستوى يفوق ما حصل عليه مبارك فى غضب الشعب تجاهه.

بعد إعلان فوز الرئيس محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية بغض النظر عن مصداقية هذا الفوز أو عدم مصداقيته اعترف معظم الشعب بالنتيجة وتمنوا له تحقيق التنمية والنهوض بمصر وشعبها.. ولكن سيظل فى نظر الكثيرين وأنا منهم "استبن" للمهندس خيرت الشاطر الذى يدور حوله الكثير من الشائعات حول إدارة مؤسسة الرئاسة من الخارج فضلاً عن مرجعيته للمرشد العام الدكتور محمد بديع.

خرجنا فى المظاهرات لنعبر عن غضبنا من قرارات خاطئة، كما فعل الإخوان فى عهد مبارك فاتهمونا بالخارجين على الحاكم وتطور الأمر وتم الاعتصام بالميدان كما فعل الإخوان، فأصبحنا معطلين لمصالح الناس وتصاعد الامر واحترقت سيارات الشرطة ومنشآت، وبعد مقتل العديد من النشطاء خرج الرئيس ليشكر الشرطة المصرية على دورها رغم غضب الشعب منها ورغم أن مثل هذا الجهاز كان العدو اللدود لهم قبل وصولهم للمعارضة.. إحدى سياسات الرئيس الذى تفوق فيها على مبارك أنه عندما ذهب الثوار إلى مبنى الحزب العريق على كورنيش النيل وقاموا بإحراقه لم يواجهوا من الشرطة ولم يتصد لهم أحد ممن أطلق عليهم فلول الحزب.. ولكن عندما أراد الثوار التعبير عن رأيهم بشكل سلمى عن طريق الرسومات أمام مكتب الإرشاد "بيت العيلة" للرئيس مرسى، تمت مواجهتهم من ميليشيات الإخوان وقنابل وزير الداخلية الذى يريد بأى طريقة استمراره فى السلطة عن طريق إرضاء النظام لو حتى كان ذلك على حساب دماء الشهداء أو غضب رجال الشرطة الشرفاء.

تغيرت الاتجاهات والسياسات وبقيت الأيديولوجية الإخوانية فى الحفاظ على السلطة بأى منهج أو أسلوب، حتى لو كان عدوانيا على الشعب لذلك أشكرك سيادة الرئيس على توحيدك للشعب عندما تفرق بعد الثورة.. ولكن للأسف توحد على رحيلك ومحاكمتك أنت ورجالك، وأكاد أن أجزم لك أنكم ستصبحون فلولا مثل نظام مبارك لأنكم تستكملون مسيرته ولكن بغشم وانتظروا يوماً قريباً تقفون فيه خلف القضبان ولكن هذه المرة لن يتعاطف معكم الشعب كما كان يتعاطف معكم أثناء حكم مبارك، لأنكم الآن فى موقع مبارك وشعور الشعب تجاهكم سوف يكون أسوأ مما تتخيلون، والبداية كانت فى انتخابات الجامعات وأخيراً فى انتخابات الصحفيين وانتظروا المفاجآت.. وفى النهاية أتقدم بالشكر الخاص لك على حكمتك فى توحيد الشعب مرة أخرى وليس حول الالتفاف حول مشروع النهضة الوهمى، ولكن على سقوط نظام إخوانى ضحك على المواطنين ورئيس تأملنا فيه الخير بعدما وجدناه يبكى فى خطبة جمعة ويصلى الفجر فى جماعة، ولكن من الواضح أنكم من تتبنون نظرية هذه نقرة وتلك نقرة وتذكروا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، نحن رعاياك ولكن أهملتنا وقتلتنا، فانتظر العقاب فى الدنيا ممن ظلمتهم وفى الآخرة من رب العباد الذى لا ينسى ولا يتناسى ومحاسبته بالعدل.. انتظر حسابك يا مرسى.
الجريدة الرسمية