رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية وحماس! «٢»


الذين يعارضون داخل حماس استبدال إيران بالسعودية، كراعٍ وداعم للحركة، ينتمون لذلك الجناح المعارض لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، الذي يعلي اعتبار انتماء حركة حماس للتنظيم الدولي للإخوان والعلاقات الوثيقة بين الحركة وجماعة الإخوان في مصر، ويخشون من أن تلقي الحركة كل ما لديها من بيضٍ في السلة السعودية، أن يحد ذلك من حرية تعبير الحركة عن تضامنها مع جماعة الإخوان في مصر، التي مازالت تعتبرها السعودية حركة إرهابية.


بينما أن الاعتماد على إيران يمنح الحركة فرصة أكبر للتضامن مع جماعة الإخوان في مصر، ويتيح لها أن تلعب دورا في خطط التنظيم الدولي للإخوان، التي تتسم بالعدائية لمصر، إلا أن الذين يتحمسون داخل حركة حماس لتحسين العلاقات مع السعودية والاعتماد عليها بديلا لإيران، يرون أن ذلك سبيل ضروري وإجباري أمام الحركة؛ لأن مخاوف الدول العربية وشكوكها تجاه إيران تزداد، وسيكون صعبا على الحركة أن تتواجد وتعمل في المحيط العربي، وتربطها علاقات خاصة قوية مع إيران، وإلا ستقابل عربيًا بذات المخاوف والشكوك العربية، فضلا عن أن ذلك سوف يحد من إمكانية قطر تقديم الدعم الكبير للحركة.. وبالتالي ليس هناك بديل أمام الحركة سوى أن نستبدل إيران بالسعودية.

ويضاف إلى ذلك أن تحسين العلاقات بين الحركة والسعودية يمنح الحركة فرصة القيام بجهود من أجل حماية قادة جماعة الإخوان في مصر، من تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحقهم، وربما إمكانية إعادة جماعة الإخوان للساحة السياسية المصرية مرة أخرى.. وهذا ينقلنا إلى مناقشة الجانب الآخر من القضية وهي السعودية، وموعدنا غدا.
الجريدة الرسمية