سيدنا آدم .. والإخوان المجرمون!!
كنا نتندر زمان على الشعوب المتخلفة، التي تقول: "إن سيدنا آدم عليه السلام سيتعرف على تلك الشعوب بسهولة، يوم القيامة؛ لأنه سيجدهم مثلما تركهم، لم يتقدموا في أي مجال للحياة"، تذكرت تلك السخرية عندما قرأت على صفحات بعض الإخوان الذين يعيشون في الولايات الأمريكية، سيناريوهات الحواداث الإرهابية الأخيرة منها تفجيرات القنصلية الإيطالية، فهم يسخرون منها ويتهمون الدولة المصرية بتدبيرها من خلال أجهزة المخابرات.
نفس الكلام قاله الإخوان المجرمون عندما حاول الإخواني محمود عبد اللطيف، اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر في المنشية بالإسكندرية عام 1954، قال الإخوان المجرمون إنها تمثيلية وإنها من ترتيب الدولة بالاتفاق مع محمود عبداللطيف، ووعدته الدولة بأنها ستفرج عنه، والغريب لأنهم كاذبون، فضحوا أنفسهم في مجلة الدعوة في السبعينات عندما نشرت صورة البطل محمود عبداللطيف، وهو في طريقه للمشنقة غير عابىء بالموت، المرافقة الفاضحة لهم لو صدقت حتى روياتهم أن هناك اتفاقا بين الإخواني محمودعبداللطيف، والدولة في هذه الحالة ،يصبح خائنا لهم وباعهم للدولة، فكيف يكون البطل كما اعترفوا بأنفسهم في مجلتهم الدعوة؟؟
في الأربعينيات اتفقوا مع الملك فاروق، وانقلبوا عليه، وذهبوا إلى القصر يهنئونه بعد اغتيال حسن البنا، كما حدث مع الرئيس أنور السادات، الذي أخرجهم من السجون وأعطاهم حرية الحركة في الجامعات ومصر كلها تحت قيادة عمر التلمساني وغيره، وانقلبوا على الرئيس الراحل أنور السادات وقتلوه، الغريب أنهم بعد اغتيال السادات أشاعوا أن المخابرات والدولة هي التي تخلصت من السادات، ولكن الله خذلهم بألسنتهم باعتراف قادة الجماعات الإرهابية باغتيال السادات.
أريد أن أصل إلى نقطة محددة، وهي أنهم يكررون نفس الكلمات، ونفس الأسباب، ونفس الاتهامات التي حاولوا إلصاقها بالرئيس جمال عبدالناصر، حاولوا إلصاقها بالرئيس عبدالفتاح السيسي، صورة طبق الأصل من الاتهامات، هؤلاء قوم لايتعلمون ولا يستخدمون عقولهم، وتغيير التفسيرات للأشياء اسهل ما يكون، أذكر هنا في نهاية السبعينيات سألت الدكتور أبا اليزيد العجمي أستاذ الفلسفة الإسلامية بدار العلوم، الذي قضى معظم حياته العملية طوافا بين باكستان واليمن والسعودية والكويت، وهو ليس إخوانيا ولكنه كان من مريدي عمر التلمساني أول مرشد للإخوان بعد الخروج من السجون، كما أنه كان أحد كتاب مجلة الدعوة الإخوانية، سألته من يقتل الظالم ؟ فأجاب سريعا: الأشد ظلما..!
والحقيقة نحن الشباب كنا معارضين للسادات خاصة اليسار، فعندما تم اغتيال السادات -الظالم من وجهة نظر الجماعات الإرهابية- عدت لأذكره بما قال، وقلت إذا كان السادات ظالما فإن قتلته أكثر ظلما..!! -قال د.أبو اليزيد العجمي: أكثر منه إيمانا....!!
تملكني الصمت، خاصة وأنا كنت دون العشرين من عمري، وقلت كيف الأكثر إيمانا يقتل مؤمنا..؟ أخذ يلف ويدور بلا معنى، ولم يبرر كلامه بشكل مقنع..!
والذي ربما لم يلفت نظر البعض أن مؤسس الجماعة الإرهابية، حسن البنا من يهود المغرب، وعمر التلمساني من تلمسان بالجزائر، أي كلاهما ليس مصريا أصيلا، كما أنني اعتبر أن أخطر مرشدي الإخوان هو عمر التلمساني وليس كما روجت النخبة، فهو الذي خطط للسيطرة على النقابات، وهو الذي زعم بأن الإخوان ستقدم العلماء في كل المجالات، وهو الذي جعل جماعته تنافق النظام المباركي من أجل تحقيق أهدافها؛ حتى تحقق لهم السيطرة على النقابات، إنه كان داهية الإخوان بلا شك، ومن لديه شك عليه أن يراجع كيف اتفق مع السادات للقاء على اليسار، وكيف اتفق مع أمن الدولة بعد اغتيال السادات؛ للعمل بعيدا عن مهاجمة الرئيس مبارك.
الكفار كما يطلق عليهم الإخوان من العلماء، أفادوا البشرية بإنجازات عظيمة من تطوير حياة البشر..مثل من اخترع البنج..اخترع البنسلين والتليفون وآلاف الاختراعات الرائعة الحلوة، التي نقلت البشرية من حال إلى حال آخر تماما..يكفي اكتشاف الكهرباء.. ولكن ماذا قدم الإخوان للإنسانية غير الدمار ؟
حتى اليوم يحاولون تنغيص حياة الشعب بمظاهرة فاشلة هنا وأخرى هناك، وللأسف الذي يدفع الثمن بسطاء لايفقهون شيئا ولا يفهمون..!
لن يكون غريبا أن يتعرف سيدنا آدم على الإخوان؛ لأن عقولهم تحجرت منذ بداية الخليقة.