مصر بين دولة السيسى ودولة الإخوان 9
وهل يستقيم الحال دونما ذكر من دعم الإخوان من ساسة مدنيين، اتضح أنهم لا يفرقون بين الديمقراطية والديكتاتورية، وأنهم مُنعدمو رؤية ويطلبون الشو الإعلامى والبطولات الزائفة فقط؟!
لست بأخجل من موقف سياسى واحد لي، وإنما هم يخجلون. لست لأخجل أن أقول أننى أيدت أن يُنتخب جمال مبارك رئيساً للبلاد، وأننى قلتها علناً، كما كان يقولها أغلب الشعب المصري، بينما يُقال إن الجيش كان ضد ذلك، والمعارضين أيضاً، ولا أهتم بالطبع برأى الإخوان الخونة. لست خجلاً من ذلك على الإطلاق، لأن تلك كانت قناعتى فى تلك الأيام، بينما أرى معارضة رخوة فى الشارع، تجرى وراء مصالحها ومنافعها، ولا تطرح بدائل حلول كما تلك التى كانت تطرحها لجنة السياسات، والتى أتصور أن المعارضة لم تطلع عليها لنتكلم عن معارضة حقيقية!!
ففى حقيقة الأمر لم تمتلك مصر معارضة حقيقية فى السنوات الأخيرة من حكم مبارك، ولكن مُعارضة لمصالحها. فمن الواضح أن المعارضة لم تدرك أو تفهم وظيفتها، وظنت أن عليها أن تهتف وتصرخ ضد النظام وفقط. بل كانت المدعوة المعارضة، فى السنوات الخمس الأخيرة من عمر حكم مبارك، وعبر عدة قادة لها، لا تتكلم إلا عن تداول السلطة والتوريث، دونما الحديث عن بدائل الحلول من أجل المواطن، الذى لم يشعر بهم، وانتخب منهم أشخاصًا للرئاسة، بناء على خطاب وقتي، الكثير منه "كوميدي"، بل لا يرقى لأن نصفه بالسياسي، كالذى قال إن أول فعل سيقوم به هو "زيارة إيران"، وكأنه يُعرفنا بأنه لم يقرأ فى تطور سياستنا الخارجية تجاه إيران أبداً!!
لقد كانت المُعارضة فى العقد الأخير من زمن مبارك، مُعارضة مُفلسة مُستأنسة، وكان أغلب من فيها، على علاقة طيبة برجالات النظام السابق. ولا أنسى لقطات أيمن نور مع كمال الشاذلي، رحمة الله عليه، يداً بيد يتحدثون ضاحكين، ولا تقارب حمدين صباحى مع النظام ومن فيه من رجال ذوى رؤى ناصرية!! لا أنسى ذلك، كما لا أنسى تقارب المعارضين المدنيين فى أغلبهم مع الإخوان وتحالفهم معهم، بل والمصيبة المدوية، فى تبرير بعض الناصريين الكبار لثقافة الإخوان ووصفهم بالفصيل الوطني، بينما اليوم يتكلمون عن أن الإخوان ليسوا كذلك، فى إطار سياسة الرقص على السلم!!
فالمسألة بالنسبة لمن يوصف بأنه من المعارضة، ليس إلا رقصاً على السلم. وفى الكثير من الأحيان هو عدم تواصل مع الشارع. وحتى هذه اللحظة يبدو واضحاً أن الشارع قد سبق المعارضة بمراحل، حينما تسمع البرادعى قائلاً: : "احنا مش عايزين نشيل مرسي"، فى حال لو التزم ببضعة أشياء قالها البرادعى فى برنامج تليفزيونى مُذاع مؤخراً. فمن الواضح أن البرادعي، لا يستشعر آلام المصريين فى بورسعيد وطنطا والمنصورة ورفضهم التام اليوم لمرسى الذى فقد شرعيته لقيامه بانتهاك متكرر للقانون و"قتلاً بالترك" للكثيرين من المُتظاهرين. من الواضح أن هؤلاء لا يرون إلا بعض الصور وليس كلها من الشارع المصري!!
لم يخلق المعارضون بدائل للشارع المصرى ومشاكله، وبالتالي، فوجئ بهم الشارع المصري، بعد 25 يناير 2011، وقيمهم على أساس كلامهم بعدها، ولم يقيمهم وفقًا لتاريخ الكثيرين منهم، وبعضه أسود فيه تأييد لديكتاتوريات عربية معادية لسياسة مصر، بل تلقى دعمًا ماديًا منهم!!
لقد كان هؤلاء سبباً قوياً للغاية بما لديهم من إفلاس مُستمر، فى اعتلاء الإخوان السلطة، ولكن جيش مصر، كفيل بحماية الوطن، لأنه على عكسهم، يعلم هدفه من أول يوم، حينما كانوا غائبين عن الوعى من وحى عدم معرفتهم بمصر وشعبها، حينما ترك مبارك السلطة!!
وللحديث بقية ..
والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية.