رئيس التحرير
عصام كامل

«شبكة العروسة» في الفيوم.. تبدأ بـ100 جرام وتصل لنصف كيلو ذهب.. «الخروف» فاتورة رد «الصيغة».. «التابلت» قربان المحبة.. و«النقطة» هدية الأهل والأقارب ف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تختلف قيمة الشبكة كما يختلف المهر في الفيوم من منطقة لأخرى؛ نظرًا لطبيعة البلد الذي يختلف عن باقي محافظات مصر.

ففي الفيوم تتجسد كل العادات والتقاليد في مصر من جنوبها إلى شمالها، فهي كما يسمونها «مصر الصغرى»؛ لأن بها كل مكونات مصر من حضارات وعادات وتقاليد حتى طبيعة المكان، وترصد «فيتــو» العادات والتقاليد وقيمة الشبكة والمهر في بعض القرى والنجوع وبين العائلات والقبائل.


العادات والتقاليد
يقول «أحمد علي» مدرس: «قيمة الشبكة تختلف في الفيوم من قرية إلى أخرى ومن قبيلة إلى أخرى، بحسب العادات والتقاليد لكل منهما، إلا أن هناك قرى تغيرت عاداتها في الشبكة بعد اختلاف المستوى الاقتصادي لأهلها مثل قريطة «تطون»، حيث سافر معظم شبابها إلي ليبيا، فأصبحت الشبكة تبدأ من 100 جرام ذهب، وتصل إلي 500 جرام، بحسب الحالة الاقتصادية لأهل العريس، كما أن شبكة العروسة أحيانًا ترتبط بشبكة ابنة العم أو الخال أو بنات الجيران، فتصر أمها علي ألا تقل شبكة ابنتها عن شبكة قريبتها، مهما كان مستوى العريس الاقتصادي».

وأضاف: «هناك عادات دخلت علي الشبكة لم تكن موجودة من قبل، فإذا كانت العروس تمتلك هاتفًا محمولًا حديثًا، فلابد أن يشتري لها العريس تابلت، وإن كان هاتفها تقليديا فيشتري لها هاتفا حديثا قبل شراء الذهب».

الشبكة عبارة عن «ماشية»
ويضيف «فهد سعيد» موظف: «هناك بعض القبائل تقتصر الشبكة فيها على ماشية يقدمها العريس للعروس، وقد تكون واحدة أو أكثر بحسب نسب العروسة، فإن كانت من مشايخ القبيلة أو العامة قد تكون الشبكة من الإبل أو الضأن».

وتابع: «الأعراب الذين يستقرون على أطراف الفيوم وفي بعض القرى بمراكز الفيوم وإطسا وإبشواي وطامية، اعتادوا على عادات وتقاليد القرى التي يقطنوها، إلا أنهم لا يزوجون بناتهم خارج العائلة أو القبيلة، ويحق للذكور الزواج ممن يسمونهم الفلاحين، وهم من غير أبناء القبيلة».

يوم شراء الذهب
وفي ذات السياق، قالت «ثناء سعد» موظفة: «يوم شراء الذهب يكون فرحًا للأسرتين، وتتم دعوة الأقارب والأحباب لاصطحاب أهل العروسين إلى محل الصائغ لشراء الشبكة المتفق عليها، والتي تبدأ من 100 جرام في القرى وتصل إلي 500 جرام في بعض الأحيان، وعند محل الصائغ تنصب الأفراح، وتظل فرقة الزفة تغني حتي ينتهي العروسان من اختيار الشبكة وسداد قيمتها، وبعدها تنطلق السيارات إلى مطعم غالبًا يكون للدجاج المشوي، ليتناول كل من صحب العروسين وجبته ويعودون إلى منازلهم، ويحتفظ العريس بالشبكة في منزله ليراها كل من يأتي للمباركة، وهكذا حتى يوم تقديم الشبكة، وتنصب الزينة في كل مكان ويتم تجهيز حفل الشبكة الذي لا يقل فخامة عن يوم الزفاف، وفي القرى عادة يكون الاحتفال في الشارع».

«الخروف» فاتورة رد الشبكة
وأضافت: «في اليوم الثاني للاحتفال بتقديم الشبكة، على أبو العروس أن يجهز ما يطلقون عليه «رد الشبكة» ويتوقف على قيمة الشبكة نفسها والمستوى الاقصادي لوالد العروس، ويبدأ رد الشبكة بخروف وكميات لا تقل عن خمسة كيلوجرامات من ثلاثة أنواع من الخضار وجوال دقيق لا يقل عن 50 كيلو، وكون الحد الأقصي لرد الشبكة إما «عجل أو ناقة» وخمسة أنواع من الخضار، ولا تقل عن 20 كيلو من كل نوع وجوالين من الدقيق البلدي، زنة 100 كيلوجرام، وجوال دقيق فاخر زنة 100 كيلوجرام».

وتابعت: «هناك عادة قبل شراء الذهب في كل قرى الفيوم ومدنها، فلابد لأهل العريس أن يزوروا العروس ليتعرفوا عليها قبل شراء الذهب وكل واحد يصطحب معه للعروس هدية ذهب تبدأ بالخواتم وتنتهي بالسلاسل والغوايش، وهذه لا تحسب من قيمة الشبكة، إنما هي هدية من أهل العريس إلى عروس ابنهم».

المهر في الفيوم
وقال «حماد أبو القاسم»: «المهر في الفيوم أصبح غير موجود، فكل عريس عليه أن يجهز مقر إقامته سواء كان شقة أو فيلا، وفي القرى والمدن أصبح العريس مسئولًا عن تجهيز الأثاث لثلاث غرف على الأقل، وفي المناطق العشوائية يجهز حجرة نوم وعددًا من الكنب البلدي يوضع في صالة الشقة».

أما العروس فعليها أن تجهز المطبخ كامًلا بأثاثه ومستلزماته من «ثلاجة وغسالة وبوتاجاز وأدوات المطبخ كاملة»، وإن كان أهلها ميسوري الحال يضيفون إلى تجهيزاتهم حجرة نوم للأطفال وديب فريزر للمطبخ، كما أنه من الواجب على والد العروس أن يقدم لابنته في ثاني أيام الزفاف «الصباحية» هدية قيمة لا تقل عن شاشة تليفزيون «إل إي دي»، وتصل في بعض الأحيان إلى سيارة جديدة من التوكيل مباشرة باسم العروس، كما أن أعمامها وأخوالها يقومون بإعطائها «نقطة» لا تقل عن 100 جنيه.
الجريدة الرسمية