حماس والسعودية ! (1)
للمرة الثانية خلال بضعة أسابيع يزور خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الرياض، وفي زيارته الأخيرة تقول الأنباء إنه التقى الملك سلمان خادم الحرمين فماذا تريد حركة حماس من السعودية ؟
هناك من يجيب على الفور قائلا إنها تريد أن تستبدل إيران بالسعودية ليس فقط كداعم مالى لها ماليًا وإنما راعٍ بالمعنى الشامل للحركة.. فإن حركة حماس لا يعوزها المال الذي تحصل عليه بجانب إيران من قطر وبسخاء وقادتها في الخارج يقيمون في العاصمة القطرية في حماية السلطات القطريية.. لكن خالد مشعل الذي يجيد التنقل بين أغصان شجر المنطقة ارتأى أن العلاقات العربية والإيرانية تتجه الآن إلى مزيد من التطور، مما سيجعل قطر في حرج أمام دول الخليج وخاصة السعودية في دعمها لحركة حماس، ولذلك لم يكم من سبيل سوى أن يقوم بنقله في عملية للقفز على الشجر لينتقل بحركته من الاعتماد على إيران للاعتماد على المملكة العربية السعودية حتى لا يثير السعوديون اعتراضات على ما تمنحه قطر من حماية ودعم مالى وملاذ آمن لقادة الحركة.
وهؤلاء تحديدًا يعتقدون أن قادة حماس داخل قطاع غزة يعترضون على هذا التوجه الذي يقوده خالد مشعل تجاه السعودية لأنهم مازالوا يفضلون ويراهنون على إيران، خاصة أنهم يرون أن ارتباط الحركة بالتنظيم الدولى للإخوان في مصر يمنعهم من الحط على شجر السعودية التي أيدت عزل مرسي والإطاحة بحكم الإخوان في مصر.. وهناك من يفسر التفجيرات التي حدثت مؤخرًا في غزة بأنها تعبر عن انقسام كبير داخل الحركة بين الذين يبغون التوجه للسعودية وبين الذين يريدون استمرار العلاقات الخاصة مع إيران.. ونكمل غدًا.
