«هيكل»: أمريكا تخطط لإسقاط النظام الإيراني واحتلال سوريا والأردن
أكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» فشل في تغيير صورة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.
وقال «هيكل» في حوار له مع جريدة «السفير» اللبنانية «لا أعتقد أن أوباما وإدارته نجحا في تغيير صورة أمريكا كثيرًا، وهو أمر صعب للغاية بالنسبة لهما».
وأضاف :«أعطني دليلًا واحدًا أن أوباما غيّر سياسة في منطقة ما، نتكلم هنا عن تغيير حقيقي وليس لعبة العلاقات العامة في الشكل كيف يدخل أوباما ويفتحون له الأبواب ويتراقص في مشيته وهو طويل، ويتكلم بثقة».
وتابع الكاتب الصحفي «تقدم أمريكا نفسها أمام الخارج بوجه آخر ويمكن أن يكون مقبولًا في العالم بأنه ليس لديهم تمييز عنصري ومشاكل إنسانية من هذه الطبيعة، ولكن فشلت سياسة الاحتواء الأمريكية السابقة، وما غيّر الأوضاع ليس أوباما، بل ما هو أن كوبا وقفت وإيران وقفت، فلم يصل رئيس في أمريكا إلى السدة واتخذ خيارات جديدة وغيّر الأوضاع، بل كان يأتي ويجد أمامه حقائق مختلفة تسقط خياراته القديمة».
وأضاف «يمكن أن نقول إن الحصار الذي كان مفروضًا على إيران سيخفف، لكن الحرب على النظام في إيران، وإن لم تعد موجودة في الشكل الذي كانت عليه سابقًا، والإيرانيون يدركون ذلك، حيث تراهن أمريكا على تحولات انفتاحية داخل النظام الإيراني، ولكنه لم يفعل مثل ما فعلناه في مصر عندما قرر السادات ليلًا السفر إلى تل أبيب وركب الطائرة في الصباح فكان ظهر اليوم التالي في مطار بن غوريون. هذا أمر لم يفعله ولن يفعله أحد غيره».
وأشار «هيكل» إلى أن أوّل زيارة له إلى طهران كانت سنة 1951 أيام مصدّق، وعرف خلالها الشاه وشقيقه أشرف والخميني والخامنئي ورفسنجاني وخاتمي الذي تكرم فزارني في برقاش.
وقال «في تقديري، علينا ألا نبالغ في مدى تأثير الاتفاق النووي، هو مهم جدًا ولكن أمريكا لن تترك العالم كله يجري مباشرة إلى إيران بل تريد أن تتصل معها علنًا بقدر معلوم».
واستكمل «ما تمثله إيران هو الطموح المستقل الذي وصل إلى حد المعرفة النووية وتباعًا السلاح النووي، وهذا غير مقبول من أمريكا.. هناك فرق بين أن تتعامل لفترة مع حقائق تدرك أنه ليس بإمكانك أن تغيرها الآن، وأن تتعامل مع افتراض أنك قادر على تغييرها في مرحلة لاحقة، فلو نجح النموذج الإيراني ورُفع عنه الحصار وتركته ينمو، تكون الخطة قد فشلت، وما تقوم به أمريكا اليوم هو أنها تشغل إيران حتى تستولي بالكامل على سوريا، وتشغلها حتى تستولي بالكامل على الأردن».
وتابع «العامل النفسي يلعب دورًا، وقد بات الجميع يخاف من إيران وفي هذه الحالة تسقط كل التحفظات، والمعركة التي تدور حاليًا في مصر حول ما إذا كان ينبغي الانفتاح على إيران فالرئيس السيسي يستمع ويهتم، ولكن هناك محاولات لكي لا يحدث التقارب أو الانفتاح».
وأوضح «هيكل» أن التناقض الإيراني الأمريكي لن ينتهي بوجود هذا النظام في إيران، فإما أن يتغير أو يتم إسقاطه، فأمريكا أمام نظام رافض للهيمنة الأمريكية وملاصق لروسيا وللصين، وهو في منطقة وموقع جغرافي يشكل نقطة ارتكاز مشرفة على روسيا والصين وتركيا، ويمكن أن تقبل أمريكا بترتيبات في هذه اللحظة، ولكن لن ينتهي عداء أمريكا مع هذا النظام مهما كان، إلا إذا غيّر النظام طريقته أو غيرت أمريكا مطالبها منه».