رئيس التحرير
عصام كامل

«هيكل»: أوباما «خطيب مفوه» وإيران عقبة أمريكا في المنطقة

الكاتب الصحفي الكبير
الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل

قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل: إنه يجب التمييز بين اختلاف إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» مع «الكونجرس» وبين تحديه له.


ووصف هيكل في حواره لجريدة «السفير» اللبنانية، الرئيس الأمريكي أوباما بـ«الخطيب المفوه»، قائلًا «ألم أكن على حق في ما قلته عنه؟ إنه خطيب مفوّه، أصوله ولون بشرته، وموقع السود في النظام الأمريكي، بماذا يتحدي أوباما الكونجرس».

وأضاف «علينا التمييز بين أن يختلف أوباما مع الكونجرس ويمارس اللعبة في إطار نصوص معينة أو بين أن يتحداه.. أنا لا أراه يتحدى الكونجرس، وقد اقتربت ولايته الثانية من نهايتها».

وعن الاتفاق النووى الإيراني قال هيكل «سيمر الاتفاق، وسيحدث الكونجرس ضجيجًا كبيرًا حوله ولكنه يبقى من اختصاص الرئيس وإدارته، ولا يمكن أن يتم توقيع اتفاق ولو بالحروف الأولى ضد إرادة الكونجرس، حيث إن هناك دائمًا توافقًا بينهم في هذه المسائل».

وتابع «التحدي الوحيد الموجود في المنطقة بالنسبة للسياسة الأمريكية هو إيران، فالعالم العربي كله كما نرى! وفي تركيا من هم مثل أردوغان لا يُبنى على مواقفهم، هذا هو التحدي الوحيد حيث لن ترضى أمريكا عن طيب خاطر بنظام كالنظام الإيراني، ولابد أن تقر بوجوده كحقيقة واقعة لأنها لا تملك حلًا آخر! ولكنه لن يكون النظام الأفضل بالنسبة لها».

وقال «هيكل»: «لو كان هناك سلاح اقتصادي قد يؤذي إيران، لكان آذاها في السنوات التي اشتد فيها الحصار الاقتصادي عليها، ولكن هناك أمر جديد حدث نتيجة المفاوضات بينهما، وهو أن حاجزًا كبيرًا كان قائمًا بين أوربا وأفريقيا وآسيا وبين إيران قد انكسر من غير محاذير بعد فك الحظر الأمريكي، وذلك برغم أن العداء الأمريكي لإيران سيستمر، وبعد أن وصلوا الآن إلى نوع من الاتفاق لن تضطر دول كثيرة إلى مراعاة الحظر الأمريكي الذي كان قائمًا».

واستطرد «لا يمكن أن تأتي بأحد من خارج سياق القوى الحقيقية وتتوقع منه أن يصل إلى التفرد بالقرار، ومجيء أوباما هو دليل على أزمة قرار وأزمة قوى في أمريكا، فليس من الطبيعي أن تأتي برئيس «أسود» وبأغلبية الأصوات في الانتخابات، فالأغلبية هي للبيض (WASP) وإذا جئت برئيس من أقلية ضدها تمييز تاريخي ولا تملك مفاتيح القوة ومضطهدة فأنت تريده أن يحقق لك هدفًا».

وأشار هيكل إلى أن السود حتى هذه اللحظة في أمريكا من 12ـ 14%، وليست لديهم أي من مفاتيح القوة، وهناك تمييز عنصري بحقهم، مؤكدًا أن القوى الحقيقية هناك لديها هدف في هذه اللحظة، وبغض النظر عما إذا كان أوباما قد نجح أو فشل فهو لم يحقق الهدف، حتى لو كانت هناك محاولة من قبله بشكل معين فليس معنى ذلك أنها قد تنجح».

واختتم هيكل قائلًا «لا أعتقد أنه غيّر صورة أمريكا كثيرًا وهو أمر صعب للغاية بالنسبة له، الذي يغير أمريكا هي الصدمات المتوالية في فيتنام وإيران وأماكن أخرى».
الجريدة الرسمية