مبروك تم نقل ملكية نقابة الصحفيين بسلام
لا أقصد السخرية بل على العكس أنا جاد جداً، فما أتمناه ألا يكون التغيير الذى تم فى موقع النقيب بفوز الزميل العزيز ضياء رشوان وتطعيم المجلس بزملاء جدد واعدين حنان فكرى وخالد البلشى، لا يعنى أكثر من نقل الملكية من جماعة الإخوان إلى جماعة اليسار.
فللأسف هذا ما حدث فى مصر "كلها على بعضها"، فبعد ثورة نبيلة كانت تهدف إلى بناء دولة ديمقراطية حديثة، ثورة شعارها "عيش حرية عدالة اجتماعية"، انتقلت ملكية مصر بالمعنى الحرفى من محمد حسنى مبارك إلى محمد بديع، ومن أمانة السياسات بالحزب الوطنى إلى مكتب الإرشاد بالتنظيم السرى للإخوان.
فماذا فعل الإخوان عندما تولوا مصر؟
حافظوا بشراسة على كل آليات الاستبداد التى ورثوها من النظام السابق وطوروها وجعلوها أكثر وحشية، وفى النهاية غرقنا فى مستنقع خراب لا يعلم إلا الله جل علاه متى نخرج منه، وما هو الثمن الباهظ الذى سندفعه، وهذا هو ما حدث فى نقابة الصحفيين بالتمام والكمال، فبعد الثورة اختار الصحفيون نقيباً هواه إخوانى، ومجلس تحكمه ذات الآليات القديمة سواءً كان محسوباً على الإخوان أو غيرهم، ففى النهاية ضعيف وعاجز والنتيجة أن النقابة التى كانت تعانى ويلات تحويلها إلى نادى خدمات اجتماعى أو حديقة خلفية لتيارات وأحزاب وتنظيمات سياسية، أصابها مزيدا من الانهيار لتصبح خرابة، وليصبح حال الصحفيين أكثر سوءًِ مما كانوا عليه بمراحل. وزادت الانتهاكات الوحشية التى وصلت إلى السحل والقتل من قبل التنظيم السرى للإخوان.
لذلك أتمنى ألا يقع زميلى العزيز ضياء رشوان وأعضاء المجلس الجدد ومعهم بعض القدامى، فى فخ أن نجاحه يعنى نقل ملكية نقابة الصحفيين من الإخوان إلى عموم اليسار، فالحقيقة المرة أنه تعاقب عليها من قبل الحزب الوطنى ومعارضوه وكانوا إخواناً ويسارًا ولم يحدث تغيير جوهرى، لأنهما اتفقوا على أن يحافظوا على الآليات الفاسدة.
فما هو المطلوب؟
فى رأيى الكثير، ربما يكون هذا أهمه:
* الدفاع عن حرية الصحفى أياً كان توجهه السياسى، والتصدى للانتهاكات أياً من كان يقوم بها.
* وضع خطة وصناعة لوبيهات ضغط للخلاص من كل القوانين المقيدة لعمل الصحفى.
* التوقف عن التسول من الحكومة أو من أى رجل أعمال، للحصول على خدمات أو بدلات.
* الدفاع عن أجر محترم للصحفيين، يصون حياة كريمة لهم بخطة واضحة ومعلنة.
* وضع خطة عمل محترمة للقضاء على فوضى علاقات العمل فى العمل الصحفى.
* التفكير الجدى فى عمل لجنة قيد مستقلة بعيداً عن المجلس والنقيب، فالنجاح فى الانتخابات لا يعنى أفضلية مهنية، وأن تصبح الممارسة هى الأساس وليس عقد العمل ووجود صيغة محترمة تصون وتحمى الصحفى غير المعين فى مؤسسة.
* تغيير قانون نقابة الصحفيين البالى الذى يشترط مثلاً موافقة الاتحاد الاشتراكى على القيد فى النقابة.
أظن أننا بحاجة بعد الثورة لأن نعيد للأشياء مسمياتها ووظيفتها التى وجدت من أجلها. فبهذا وحده يمكن أن نبنى دولة محترمة.