وزير الداخلية.. استمر!!
لم يكن تحرك وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، في اتجاه إعادة بناء العلاقة الإنسانية بين الجهاز الأمني والمواطن، إلا استيعابا لمجريات الأمور.. الخطوات التي اتخذها الوزير بدءا من توجيه رسالة إنسانية للمحامي الذي تعرض لإطلاق نار في المحكمة، ثم توجيهاته إلى معاونيه في هذا الصدد، التي أسفرت عن حفلات إفطار راقية داخل الأقسام، اقتسم فيها الضباط مع المحجوزين لحظات رمضانية مباركة.
أيضًا كان للغارمين قصص أخرى، لا تقل عمقا عن مثيلاتها من قرارات وتوجهات وزير الداخلية.. أتصور أن تلك الحماسة لا بد أن تتحول إلى منهج عمل، فالحرب الضروس التي يتحمل أبناؤنا في المؤسستين الجيش والشرطة، تبعاتها تفرض علينا أن نتطهر من درن الماضي ودنس التاريخ الأسود الذي حملنا فيه جهازنا الأمني كل أوزار النظام، فدفعنا بكل مصيبة في حجر وزارة الداخلية؛ حتى تحولت من ضحية أداء ضعيف ومترهل إلى متهم رئيسي في كل الأحداث التي مر بها الوطن.
تحرك الوزير لا بد أن يوازيه تفهم كامل من معاونيه؛ حتى لا يتحول هذا السلوك الإنساني الراقي إلى مجرد مناسبة للتصوير، تنتهي فور العرض العام على الجمهور.. ودونما تقليل مما جرى خلال الأيام الماضية، فإن الواقع يشير إلى تحرك مقابل من بعض أفراد الشرطة الذين طرحوا مبادرات إيجابية شارك فيها ضباط وأمناء وجنود وقادة كبار، من شأنها نقل صورة رائعة حول الأدوار الأخرى التي يمكن أن يقوم بها فرد الأمن تجاه مجتمعه.
أعترف أنني كثير النقد لأداء وزارة الداخلية، غير أن اعترافي هذا يقترن بما أكنه من احترام لقادة وضباط أعرفهم وأعرف قدرهم، وأعي جيدا أن تضحيات هؤلاء تستحق منا أن ندعو دائمًا إلى تطهير الجهاز ممن يسيئون إليه، وأهمهم هؤلاء الذين يرسمون صورة مبتذلة لرجل الأمن، إضافة إلى الذين يعتبرون الأمن مهمة يمارسونها بالقطعة، وليست رسالة مقدسة تضعهم في مصاف المجاهدين حقا لا زورا وبهتانا.