رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. ثاني أقدم مصنع لصناعة الأوسمة والنياشين بالوطن العربي

فيتو

يقع بشارع "مكسر الخشب" بحارة اليهود بمنطقة الموسكي، ثاني أقدم مصنع لتصنيع الأوسمة والنياشين في مصر والوطن العربي، والذي أسسه جورج حبيب عام 1945 تحت اسم الشركة العربية للأوسمة والنياشين، ويتكون من 5 طوابق، كل طابق يعد ورشة مستقلة لمراحل الصناعة، إلا أن على واجهة المصنع تجد "فاترينات زجاجية" بداخلها عدد من الكؤوس والقلادات والنياشين التي قدمها المصنع واختتمت عامها السبعين.


وكان لـ"فيتو" جولة داخل المصنع، التي صاحبنا فيها أقدم عامل في المصنع، وهو "فتحي حماية " الذي أكد أن المصنع هو ثاني أقدم مصنع لصناعة النياشين والأوسمة والكؤوس بالوطن العربي، والذي كان يصدر تلك المنتجات للدول العربية كافة، وكان صاحبه "جورج لبيب" وهو مصري الجنسية، يطلق عليه لقب "الخواجة" يهتم جدًا بتطوير المصنع، الذي كان يستوعب أكثر من 100 عامل لسد احتياجات المصنع، خاصة مع زيادة "الطلبيات" من الدول العربية والقوات المسلحة والأندية والمدارس وغيرها.

وأضاف "حماية" أن المصنع الآن قلت به أعداد العمالة لأكثر من النصف، بسبب قلة "الطلبيات"، مرجعًا ذلك إلى غزو المنتجات الصينية رخيصة الثمن للأسواق، والتي أدت إلى تدمير صناعة تمر بعدة مراحل لإنتاجها- ليست داخل المصنع فقط-، بل تشمل حرف يدوية أخرى.

وأشار "حماية" إلى أن أهم الأدرع والنياشين والقلادات التي قدمها المصنع على مدي تاريحه هي الخاصة بتكريمات القوات المسلحة، وتكريمات الفنانين والمدارس إلى جانب كؤوس وميدليات النوادي الرياضية، وحتى الشركات وهدايا الأفراد التذكارية، موضحًا أن "الطلبية" لا تقل عن 100 قطعة من الميداليات، ولكن الصواني والأطباق والكؤوس قد تطلب بالقطعة.

أما سيد على جامع "حرفي لحام" يعمل بالمصنع منذ 20 عام، فيقول أن دوره نشر ولحام الدروع والميداليات، وهي مرحلة تسبق التلميع والألوان، والذي تكون حسب "الطلبية، مشيرًا إلى تراجع الإقبال على الصناعة خلال العشرين عام التي عمل بها في المصنع، قائلًا: ارتفعت الأسعار مقارنة بالأعوام السابقة بالنسبة للخامات، فالنحاس الخام يصل سعره إلى 90 جنيهًا للكيلو، مشيرًا إلى فتح مصانع أخرى للأوسمة، تنقصها الخبرة في العمل، ولم يعد هناك صناع يعلمون الصبية، والمصانع تحولت للتجارة أكثر من الصناعة، وقلت الصناعة اليدوية حتى في خان الخليلي.

وتابع: كنا نصنع أطباق وصواني تذكارية للدول العربية وعلي رأسها ليبيا وسلطنة عمان، فالمصنع في الأساس كان يصدر للدول العربية، ولكن لأسف أصبحت الدول العربية تستورد من الصين، التي استطاعت صناعة الدروع"الأوسكار" الزجاج، واستطاعت صناعة الميداليات بأسعار رخيصة تنافس الصناعة المحلية، وهذا يعد إغراق للمنتجات المستوردة على حساب صناعة وطنية.

واستكمل معنا "فتحي حماية" جولتنا بالمصنع، قائلًا" أنه من المراحل الأخري في صناعة القلادة هي التلميع، حيث توضع القلادة في "الطلاء" ثم تنظف بمواد مطهرة فترة زمنية، ثم توضع في مياه جارية، ثم في مياه نتريون، ثم تشطف مرة أخرى، لتوضع في النحاس الأحمر، وتشطف مرة أخرى، ثم توضع في حوض "النيكل" أو حوض ماء "الذهب" حسب نوع القلادة.

وأضاف، ونصل بعد ذلك إلى آخر مرحلة في تصنيع القلادات، والتي هي من مهام مدام "مها" مسئول قسم التلوين بالمصنع التي قالت أنها تعمل في المصنع منذ أكثر من 25 عام، وأضافت:" مهمتي تلوين الأوسمة حسب اللون "اللوجو" والشعار الخاص بالشركة أو المؤسسة التابعة لها "طلبية" النياشين، وهناك مخاطر لتلك المرحلة، منها الحرارة العالية لـ "الأفران" التي تؤثر على العينين.

واشتكت "مها" من ضياع المهنة، قائلة: مهنتنا أوشكت على الإندثار، بسبب الصين، هي فعلًا سبب ضياع المهنة، فبعد أن كنا نقوم بطلبيات تتخطي الـ 100 ألف قطعة، الآن لا نتخطي الـ 200 ميدالية، وقالت أن القسم كان يعمل به 8 أشخاص أم الآن فأصبحت أعمل لوحدي مع تدهور الأوضاع، فالصين نافستنا في الأسعار، بطرحها منتجات بأسعار أرخص مقارنة بتكلفة المنتجات المصرية، مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل لأنقاذ الصناعة الوطنية.

وأختتمت "فيتو" جولتها في المصنع بالتقاط عدد من الصور لأهم الأوسمة والكؤوس والنياشين وأقدمها والتي قدمها المصنع ضمن "طلبياته" على مدي أعوام.
الجريدة الرسمية