الجماعه وشرع بوش
اقترب موعد الذكرى السنوية الثانية لثورة 25 يناير، ولم يعد يفصلنا عنه سوى شهر تقريبا، ولم يكلف أحد نفسه عناء السؤال.. ماذا فعلنا لمصر خلال عامين؟؟ ستقول: أصبح لدينا رئيس مدنى منتخب، ودستور أقرته الأغلبية، ومجلس شورى... إلخ إلخ إلخ..نعم أصبح لدينا رئيس منتخب يصدر قرارات فى الصباح ليلغيها فى المساء، ولا أحد يستطيع أن يعرف بما فيهم مستشاروه لماذا أصدر القرار؟ ولماذا ألغاه؟؟ رئيس أصبح واقعًا تحت تأثير جماعة كل هدفها السيطرة والاستحواز وكتابة مقدرات هذا الشعب، حتى لو كان على حساب القيم والتقاليد، ولا مانع من المراوغات لتحقيق الهدف، وبالتالى لم تعد مصداقية الرئيس كما كانت بعد انتخابه فى يونيو الماضى عندما ابتلع حبوب الشجاعة وفتح الجاكيت ليقول للشعب إنه لا يرتدى سترة واقية..
نعم أصبح لدينا حكومة برئاسة الدكتور المهندس هشام قنديل، ولكن لم نلمس لها وجودًا فى الشارع أو على مستوى حياتنا، وبدأت قيمة الجنيه تقل كثيرا ..حكومه تفتقد مقومات الخبرة، وتحتاج إلى من يساعدها..
نعم أصبح لدينا دستور صوت عليه قرابة الـ 30% من الشعب، والرئيس وعد المعترضين أنه سيناقش مقترحاتهم بعد ذلك، وحلني ....ألم يسأل أحد من هؤلاء الذين يزينون للرئيس مرسى قرارته نفسه لماذا عاد الثوار من جديد للشارع؟؟ أليس حرارة ودومة وأسماء وغيرهم أصحاب السبق فى الثورة؟؟ ألم يسألوا أنفسهم: لماذا انفض المستشارون عن سيادته بما فيهم نائب الرئيس؟؟ والشيء المثير للدهشة هو حالة الهجوم الشنيع على كل من يتجرأ وينتقد سيادته.. يا ويله ويا سواد ليله.. ألم يكن محمود سعد أكثر الداعين لانتخاب مرسى، والآن أصبح بقدرة قادر من الفلول؟!! ألم يكن إبراهيم عيسى والإبراشى من أبرز المعارضين فى عهد مبارك، وشاركوا فى التمهيد للثورة؟ الآن أصبحوا من الشياطين...
الحقيقة أن الجماعة تلتزم بتطبيق شرع بوش عندما قرر الحرب على أفغانستان، وقال: إن من ليس معى فهو ضدى..
ياجماعة الخير، لا أكون متشائما إذا قلت: إن نسبة النجاح فى التئام الجراح وتصفية الأجواء تبدو ضعيفة للغاية بعد أن وصل الفريقان المتباريان إلى طريق مسدود..
عموما، الأمل فى قدرة إلهية لتصفية النفوس والعودة إلى مائدة المفاوضات من جديد.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.