قرى الموت بـ«أبو زعبل والجبل الأصفر» في القليوبية.. تلوث الهواء والماء بسبب المصانع غير المرخصة.. انتشار أمراض الصدر والفيروسات الكبدية بين الأهالي.. جامعة بنها تعلن إرسال قوافل طبية
يعاني ما يقرب من 195 ألف نسمة بأبو زعبل والجبل الأصفر التابعتان لمركز ومدينة الخانكة بمحافظة القليوبية من التلوث منذ سنوات عديدة.
ويتتابع المسئولون وتتوالي الحكومات ولا يوجد حل لتلك المشكلة بل تتضخم وتتفاقم بسبب تزايد عدد المصانع وخاصة العشوائية منها وينظر الجميع إلى العائد المادي دون رأفة بحال السكان الذين أصبحوا في تعداد الأموات.
ويشير السكان في تلك المناطق إلى أنه منذ أن سكنوا المنطقة والمصانع موجودة خاصة السيراميك والبلاستيك والبلاط والشبة.
وأكد السكان أنه بعد ثورة يناير دخلت الكثير من المصانع العشوائية وغير المرخصة إلى المدينة وخاصة في مجال البلاستيك ولم يقتصر الأمر على وجود تلك المصانع داخل الكتلة السكنية بل تواجد بعضها داخل البيوت، بالإضافة إلى ورش تصنيع البلاستيك والحدادة التي لا حصر لها في غياب واضح لدور البيئة والصحة وترك الجميع المسئولين فريسة للأمراض.
وأشار محمود عبد الحليم، مدير بالتربية والتعليم، أحد سكان الجبل الأصفر، إلى أن المنطقة كلها دخلت وسط البيوت وقال: "نعيش في تلوث ليل نهار بالإضافة إلى تآكل الرقعة الزراعية بالمنطقة.
ويضيف عبد الحليم أن القرية بها مئات المصانع من بدايتها من خط السكك الحديدة وحتى نهايتها ،وما يلفت النظر هو تواجد تلك المصانع بجوار المدارس مباشرة وتنبعث منها الادخنه التي تؤذي الأطفال.
وأشار إلى أنه في بداية القرية توجد مدرستان ابتدائية وإعدادية يقع أمامها مباشرة مصنع للبلاط وبجوار الوحدة المحلية يوجد مصنع للبلاستيك وبجوارها مصانع أخرى صغيرية وهناك مدرسة أخرى ابتدائية يقع بجوارها مصنع للبويات وفي الجهة المقابلة لها 4 ورش لصناعة الكراسي البلاستيكية بالإضافة إلى ما يقرب 9 ورش لحرق وتكسير البلاستيك.
وأكمل عبد الحليم أن أحد الأطباء بقصر العيني طلب منه إرسال بعض الحالات المصابة بفيروس سي لعلاج وأعلن هو عن ذلك وسط أصدقائه فوجد تقدم 48 حالة من الجبل الأصفر من المحيطين به خلال 3 أسابيع فقط.
تبوير أراض
وأشار محمد سيد، عامل بماكينات بلاستيك بمنطقة أبو زغبل، إلى منطقة عكرشة وهي تقع بين الخانكة وأبو زعبل تشكل خطورة على السكان بسبب مصانع الكيماويات، مؤكدا أنه يسكن في هذه المنطقة نحو 12 ألف نسمة.
وأكد انتشار مصانع الشبة والأسمدة والزجاج والجلود بالإضافة غلي المصانع الحربية ومضارب القطن وما يقرب من 20 مصنع بلاستيك ومسابك ناهيك عن مقالب حرق القمامة.
وأضاف محمد عزب، عامل بأحد المصانع، أن كل السكان تقريبا لديهم أمراض صدرية.
وأكد الدكتور جمال إسماعيل وكيل جامعة بنها لشئون التعليم والطلاب، أنه يجب أولا قياس نسبة التلوث لمعرفة النسب الحقيقية والعمل على حلها.
وأضاف أن طلاب كلية الهندسة ببنها اخترعوا جهاز لقياس التلوث منذ عامين.
قوافل طبية
وأكد إسماعيل أن الجامعة تعتزم تنظيم قوافل طبية لتلك المناطق مكونة من أساتذة أمراض الصدر والأطفال بعد إجازة عيد الفطر المبارك لمساعدة المواطنين في الاكتشاف المبكر للأمراض خاصة الفيروسات الكبدية والعمل على حلها.
وأكد الدكتور أحمد الجزار، أستاذ أمراض الصدر، أنه أجرى دراسة حول الأمراض التي تصيب أهالي المنطقة بسبب التلوث وخاصة مصرف "بحر البقر" الذي تقوم المصانع بالخانكة والقناطر بالصرف به.
وأشار إلى أن معظم تلك الأمراض الصدرية والكبدية منتشرة بالمنطقة وأهمها هي الملاريا (هي نوع من الحمي ) والفلاريا (تضخم الساق ) موضحا أن هناك تأثيرا خطيرا لعدم التخلص الآمن لنتائج ملوثات المصانع هي أمراض الجهاز التنفسي وحساسية الصدر وسرطانات الرئة.