بالفيديو.. حدائق التماسيح بأسوان «في بيتنا وحش»..الأهالي يربونها بمنازلهم وعرضها للسياح.. بحيرة ناصر مصدر صيدها..الأسماك والكبدة المستوردة غذاؤها الرئيسي..تحنيطها ووضعها على واجهات البيوت لط
في أسوان.. السحر والجمال والأهل الطيبون والسد العالي والآثار، ليس هذا فحسب لكن هناك أيضا حدائق التماسيح.
حكايات وأساطير تناقلها كل زوار المدينة الهادئة وخاصة بحيرة السد العالي حول ثروة التماسيح الكائنة بين شطي أكبر بحيرة صناعية في العالم وهي بحيرة ناصر، حرم منها المصريون باعتبارها ثروة طبيعية وسياحية، لكن لأن المصريين لا تفوتهم فائتة، فأرادوا ألا يحرموا ضيوفهم من الاستمتاع برؤية التماسيح المصرية، فقاموا بتربيتها في منازلهم لتكون مزارا سياحيا متحدين توحشها ومستغلين إياها أيضا في إبعاد الحسد والعين عن منازلهم.
ففي قرية غرب سهيل السياحية وقرى غرب أسوان عموما، يعد التمساح عامل جذب للسائح الأجنبى أو الزائر المصرى سواء من المحافظة أو خارجها، وفى أيام عيد الفطر توافد العديد من الأسر للاستمتاع بمشاهدة التماسيح
وتعد قرية غرب سهيل من أشهر القرى النوبية السياحية والتي يتوافد عليها الزوار للاستمتاع بالطبيعة والحياة النوبية ويستمتع زائروها برؤية التماسيح ومداعبتها داخل الحوض الخرسانى التي تربى فيه بالبيوت النوبية، وتعد أحد أهم عوامل جذب السائحين لحرصهم على زيارتها ومشاهدتها مما يجعلها مصدر رزق لأصحاب البيوت النوبية في القرى السياحية.
تبدأ عملية تربية التماسيح باصطياد الأحجام الصغيرة منها من نهر النيل ويتم وضعها داخل أحواض خرسانية، وتقدم للتمساح الأسماك وبقايا الدجاج المذبوح، وعندما يكبر التمساح يتم التخلص منه وتحنيطه وتعليقه على واجهات البيوت، وهناك اعتقاد بأنه سيكون حرزا من الشيطان والحسد.
تعد التماسيح مصدر رزق لأصحاب البيوت النوبية حيث تتوافد عليها الأفواج السياحية والزوار المصريون وتكون استضافتهم بمقابل مادى ويواجه أصحاب تلك البيوت أزمة في حالة الركود السياحى لأن اعتمادها أولًا وأخيرًا على السياحة.
يوضع التمساح في حوض خرسانى داخل البيت، ويتم توصل خرطوم مياه من أقرب حوض بالمنزل لتوصيل مياه الشرب إلى التمساح وكذلك مياه لتنظيفه، وتكرر تلك العملية يوميًا في الصباح الباكر، ويشرف على تربيته أصحاب البيت النوبى ولا يشترط أن يكون لها متخصص لأنهم اعتادوا على تربيتها ورعايتها منذ سنوات طويلة.
يتغذى التمساح على أكل الأسماك، والكبدة المستوردة، وأنواع مختلفة من اللحوم وهو يشكل عبئا ماديًا إضافيًا على على الأسرة التي تربيه في منزلها وخاصة في ظل الركود السياحى التي تعانى منه أسوان في الفترة الماضية وبالرغم من ذلك لم تخل البيوت النوبية من تربيته.
وعندما يصل التمساح إلى مرحلة خطيرة يلجأ مربيه إلى تحنيطه من خلال المتخصصين في ذلك ثم بيعه أو استخدامه كزينة في المنزل، وهناك مقولة شهيرة ترددها النوبيات المسنات حول تربية التماسيح " أعطى للتمساح ولا تعطى للفلاح" والمقصود منها أن تربية التمساح في المنزل رزق لصاحبه لأنه كائن يستحق.
تعد بحيرة ناصر بيئة خصبة للتماسيح لأنها تمتاز بالهدوء الذي يفضله التمساح والجو الساكن وهناك بعض الصيادين الذين يقومون بصيد التماسيح بالرغم أنه ممنوع دوليًا لتجارتها، ونظرًا لتشديد الرقابة على بحيرة ناصر في الوقت الحالى تراجعت عملية تهريب التماسيح قبل ذبحها وتعتبر الموجود في البيوت النوبية معظمها منذ سنوات طويلة وتكون تماسيح كبيرة.