الرئيس المقاتل
من حسن حظ مصر أن يرأسها في هذه المرحلة رئيس مقاتل، جمع بين رصيد الوطنية المصرية الراسخة والجسارة القتالية؛ بحكم كونه وصل إلى رتبة "مشير"، وهى أعلى رتبة عسكرية بعد أن مر في مراحل متعددة من الإعداد والتدريب وممارسة القيادة على مستويات شتى، حتى وصل إلى منصب وزير الدفاع.
ولو تأملنا التاريخ الشخصي لرؤساء مصر منذ ثورة يوليو 1952، لاكتشفنا أن الرؤساء الثلاثة الذين حكموها جاءوا من القوات المسلحة على اختلاف بينهم في التأهيل العسكري وسمات الشخصية.
البكباشي "جمال عبد الناصر"، كان ضابطا متميزا شارك في الحملة المصرية على فلسطين عام 1948، وقام بالتدريس في الكلية الحربية، وكان يتمتع بمهارات سياسية تبلورت قبل الثورة ذاتها.
ويحكي المؤرخ البريطاني اليوناني "ﭬاتيكيوتس"، أستاذ التاريخ في جامعة لندن، في كتابه إلهام "ناصر وجيله"، وكيف أن عبد الناصر خالط الأحزاب السياسية المصرية كلها قبل الثورة ونفذ إلى صفوف الإخوان المسلمين والشيوعيين؛ لكي يعرف سياساتها في الداخل والخارج.. ولعله من خلال هذه النشأة السياسية المبكرة، تبين له أن هذه الأحزاب بمختلف تنوعاتها السياسية، لن تنجح في حل مشاكل مصر الكبرى، وفي مقدمتها تحرير البلاد من الاحتلال الإنجليزي من ناحية، والتصدي بفعالية للمشكلة الاجتماعية التي كانت تعني الفروق الجسيمة بين الأغنياء والفقراء، ما أدى إلى توتر اجتماعي حاد وتخلف عميق.
أما البكباشي "أنور السادات" ثاني رئيس لمصر، فليس له سجل عسكري بارز؛ لكونه فُصل من الجيش؛ نظرا لنشاطه السياسي قبل الثورة.. ومن هنا يمكن القول إنه لم يكن مؤهلا عسكريا بالقدر الكافي.. ومع ذلك يشاء دهاء التاريخ، أن يكون هو لا عبد الناصر الذي يقود المعركة التاريخية الكبرى التي دارت في أكتوبر 1973، لتحرير البلاد من الغزو الإسرائيلي، وذلك باقتدار إستراتيجي مشهود وحنكة في القيادة.. غير أنه لم يوفق في سياساته الداخلية، وأخطأ خطأ إستراتيجيًا في فتح أبواب مصر للإخوان المسلمين، الذين ما لبثوا أن انقلبوا عليه واغتالته جماعة جهادية تربت في أحضان الإخوان.
ويبقى "حسني مبارك" صاحب السجل العسكري البارز؛ لأنه كان قائدًا للقوات الجوية في حرب أكتوبر، وأبلى بلاءً حسنا.. غير أنه خاب سياسيا حين أصبح رئيسا للجمهورية، ما أدى إلى اشتعال ثورة 25 يناير.
وهكذا وصلت رئاسة الجمهورية إلى "عبد الفتاح السيسي"، الذي يعتبره الشعب بطلا قوميا بحكم مساندته للانقلاب الشعبي على الإخوان.. غير أنه بالإضافة إلى ذلك، فهو رئيس مقاتل زار ميدان القتال في سيناء، رافعا أعلام العسكرية المصرية الظافرة.
ويحكي المؤرخ البريطاني اليوناني "ﭬاتيكيوتس"، أستاذ التاريخ في جامعة لندن، في كتابه إلهام "ناصر وجيله"، وكيف أن عبد الناصر خالط الأحزاب السياسية المصرية كلها قبل الثورة ونفذ إلى صفوف الإخوان المسلمين والشيوعيين؛ لكي يعرف سياساتها في الداخل والخارج.. ولعله من خلال هذه النشأة السياسية المبكرة، تبين له أن هذه الأحزاب بمختلف تنوعاتها السياسية، لن تنجح في حل مشاكل مصر الكبرى، وفي مقدمتها تحرير البلاد من الاحتلال الإنجليزي من ناحية، والتصدي بفعالية للمشكلة الاجتماعية التي كانت تعني الفروق الجسيمة بين الأغنياء والفقراء، ما أدى إلى توتر اجتماعي حاد وتخلف عميق.
أما البكباشي "أنور السادات" ثاني رئيس لمصر، فليس له سجل عسكري بارز؛ لكونه فُصل من الجيش؛ نظرا لنشاطه السياسي قبل الثورة.. ومن هنا يمكن القول إنه لم يكن مؤهلا عسكريا بالقدر الكافي.. ومع ذلك يشاء دهاء التاريخ، أن يكون هو لا عبد الناصر الذي يقود المعركة التاريخية الكبرى التي دارت في أكتوبر 1973، لتحرير البلاد من الغزو الإسرائيلي، وذلك باقتدار إستراتيجي مشهود وحنكة في القيادة.. غير أنه لم يوفق في سياساته الداخلية، وأخطأ خطأ إستراتيجيًا في فتح أبواب مصر للإخوان المسلمين، الذين ما لبثوا أن انقلبوا عليه واغتالته جماعة جهادية تربت في أحضان الإخوان.
ويبقى "حسني مبارك" صاحب السجل العسكري البارز؛ لأنه كان قائدًا للقوات الجوية في حرب أكتوبر، وأبلى بلاءً حسنا.. غير أنه خاب سياسيا حين أصبح رئيسا للجمهورية، ما أدى إلى اشتعال ثورة 25 يناير.
وهكذا وصلت رئاسة الجمهورية إلى "عبد الفتاح السيسي"، الذي يعتبره الشعب بطلا قوميا بحكم مساندته للانقلاب الشعبي على الإخوان.. غير أنه بالإضافة إلى ذلك، فهو رئيس مقاتل زار ميدان القتال في سيناء، رافعا أعلام العسكرية المصرية الظافرة.