الفن والدعاة الجدد وباسم يوسف
حزنت بشدة وأنا أشاهد حلقات باسم يوسف المتتالية التى يسخر فيها ممن يطلقون على أنفسهم دعاة، ويتحدثون باسم الدين فى قنوات تطلق على نفسها لقب "الدينية"، ومعروف عنها استغلال حاجة العاملين فيها من أجل تسخيرهم للعمل بأجور ضعيفة، على الرغم من تحصيل هذه القنوات مكاسب عظيمة.. حزنت لأن ما قاله باسم يوسف حقيقى ولا جدال فيه، فهؤلاء الذين يتحدثون باسم الدين يخالفون كل ما أمر به الدين، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، "ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذىء".. هذا هو مختصر الحديث.
فالمؤمن يستر ولا يفضح، فما بالك بالداعية الذى يتمتع بأخلاق العلماء والمشايخ الأجلاء، الذى يتمتع بلسان عذب يُحبّب إلى الجميع سماعه، فالمؤمن ليس هو الشيخ عبد الله بدر الذى قال إن النبى الكريم وصاحبه أبو بكر رضى الله عنه، كانا يسبّان ويشتمان، وليس هو الذى يقول على فنانة "كم رجل اعتلاكى"، فقد نختلف على شخص إلهام شاهين، وقد نختلف على جرأتها فى أفلامها، ولكننا لا نختلف على أخلاق الدعاة والمشايخ الذين لا تخرج من أفواههم هذه الكلمات القبيحة، ويتحدثون بطريقة مهذّبة وليست طريقة تشبه طريقة هؤلاء الذين يقفون على النواصى.
قد نختلف على وسط الفن بكامله، هناك مَن يراه مكانًا للإبداع، وهناك من يراه مكانًا للرذيلة والفسق والفجور، ولكننا نتفق جميعًا على أن المشايخ والعلماء والدعاة عندما ينتقدون شيئًا فى المجتمع يتحدثون عنه بأخلاق الإسلام الحميدة دون سب وقذف فى أشخاص أو تجريح أى أحد.. قد يكون هذا الوسط سيئ السمعة والسيرة، ولكن الدعاة لا يسبون مَن فيه، لكن يدعوهم إلى الحق وإلى اتباع الطريق الصحيح، هذا هو دورهم وهنا ينتهى.
حزنت بشدة لأن هؤلاء الذين يدعون أنفسهم شيوخًا ودعاة ويتحدثون باسم الإسلام، جعلوا باسم يوسف يسخر منهم -ومعه كل الحق– ويظهرهم أمام المجتمع على أنهم جهلاء.. حزين أكثر لأن الشيوخ والدعاة الحقيقيين لا مكان لهم على شاشات التليفزيون.