رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر نص اعترافات متحرش

فيتو

في الأعياد والمناسبات تكون الشكوى من التحرش هي الأبرز وتلاحظ من نظرات الفتيات الزائغة والتي تبحث عن منقذ من متحرش يعكر عليها صفو نزهة بريئة مع صديقاتها.

في المترو لفت نظري شاب لم يتجاوز العشرين من عمره بعد وعيناه تصول وتجول في محاولة للبحث عن فريسة يشبع بها رغبة أقنعه شيطانه، إنها المتعة والسعادة حينما تجد الخوف في عيون فتاة من تحرشك بها ويزيد عندك الشعور بالمتعة والنشوة في أنك تسببت في تساقط دموع فتاة كل ذنبها أنها خرجت تبحث عن عمل أو دراسة أو نزهة وكلها تصرفات مشروعة.
بينما لا تذهب إلى النوع الثاني الذي يعرفه القاصي والداني..
وكما يقول المثل «كل ممنوع مرغوب» وهكذا وجدت لنفسك المبرر غير المحترم لترتكب جريمة في حق أمانة مطلوب منك كرجل أن تحميها من «كلاب السكك» التي تنتمي إليها.
اقتربت منه أكثر وسألته: لماذا فعلت ذلك؟
أجاب المتحرش بمنتهى العجرفة: هو أنا عملت إيه؟
بتعجب شديد وانفعال واضح مني: لقد تحرشت بهذه الفتاة.
المتحرش: اثبت.
بانفعال أكثر قلت: اثبت إيه يا ابني.. أنت تحرشت تحرشًا واضحًا والفتاة نفسها مستعدة أن تشهد بذلك.
راقبت تصرفاتها، وجدتها ترتعد، واقتربت مني قائلة: أرجوك لا داعي للفضائح.. أرجوك.
وهنا صرخ المتحرش صرخة المنتصر: أنا مش متحرش ولا بحب التحرش.. الموضوع كله شوية تفاريح.. وهما البنات بيلبسوا حلو يخلوا الواحد غصب عنه يتحرش بيهم.. فهمت!
واقتربت منه وسألته: هل ترضي لأختك أن يتحرش بها أحد؟
انفعل المتحرش: طبعا لا.. واللي يفكر افصل رأسه عن جسده.
سألته: وهل تسير خلفها لتحميها من التحرش؟
تردد.. وبعد لحظة صمت قال: صعب، لكن أدعو الله أن لا يتحرش بها أحد،ثم إنني أجبرها على ارتداء ملابس محتشمة لا تجعل أحدًا يتحرش بها.

نظرت إلى الفتاة المتحرش بها ونظرت إلى ملابسها فلم أجد ما يثير المتحرش، وسألته: وهل هذه الفتاة أعطتك مبررًا للتحرش؟ هل ترتدي ملابس ضيقة أو خليعة؟ إنها -على العكس- ترتدي ملابس فضفاضة ولا نرى منها ما يثير الغرائز.
ينظر المتحرش إلى الأرض خجلا، ويعترف أنه لن يتحرش بأي فتاة بعد اليوم، وتقدم من الفتاة معلنا اعتذاره.
اقتربت منه وهمست في أذنه: ما الذي يدفعك للتحرش؟
ابتسم وقال: بصراحة أصدقاء السوء وملابس البنات وضحكة البنات في الشارع بصوت عال وحاجات كتيرة صعب أخبرك بها.
قلت له: هذه أكاذيب من متحرش ومبررات غير مقبولة..
لابد أن تعترف أنك تخطئ حينما تتحرش بفتاة والواجب والأخلاق والشهامة تفرض عليك حمايتها بدلا من التحرش بها.
وفي محطة مترو الدقي نظرت فلم أجد أمامي المتحرش التائب الذي أقسم بالله أنه لن يتحرش مرة أخرى بأي فتاة.



الجريدة الرسمية