رئيس التحرير
عصام كامل

امنع كمان وكمان.. هطلعلك في كل مكان !


في عام 2013 أنتجت إحدى الشركات إعلانًا طريفًا.. مَثّل فيه النجم كريم عبد العزيز دور رجل من جهة أمنية ـ أو هكذا أوحت هيئته ـ بينما احترف دور "العُصبجي الفهلوي" الفنان الراحل يوسف عيد.. ومفاد القصة أن عيد أو العُصبجي كان يجري هاربا من مصيبة ارتكبها أمام كريم عبد العزيز.. وبينما هو يهرب أمامه محاولا النجاة بحياته.. لم يكف عن توّعد عبد العزيز محاولا استقطابه في نفس الوقت بالتأكيد على أنه.."مش عايز يأذيه"!


وبعدما يتلقي عيد الطلقات يَخرُ صريعًا فيتبدل حاله من توعد صريح "لمكايدة" تحث كريم على المزيد من الضرب.. لأن عيد يدرك جيدًا "بفهلوته" أنه لن يموت.. بل سيخرج لكريم بنسخ مكررة في الشكل والمضمون ـ من كل مكان.!

ويبدو أن من دار الإعلان بمخيلته ورتب له هذه "الحبكة الدرامية العجيبة" كان يري المستقبل ويستشرف ملامحه خاصة أن الصراع الذي دار في الإعلان بين كريم وعيد..يدور الآن بكل تفاصيله على الساحة السياسية !

فالإخوان بعدما توعدت الحكومة أيام اعتصام رابعة بآلاف المرابطين المتمركزين في(9) مناطق بالقاهرة فضلًا عن السيل الجارف من المحافظات عندما حانت ساعة المواجهة بعد أسابيع من محاولات رأب الصدع ظهرت الجماعة ـ كالنعامة ـ دون مخالب قتالية أو حتى سياسية.. تنقذها من السقوط المدوي في "متاهة الزمن" !

وتحوّل الأمر سريعًا من التهديد بتزكية العنف بين الحين والآخر.. لصراخ وعويل كلما يحدث صدام يسفر عنه ضحايا.. فضلا عن استجداء الشرق والغرب لمنع التعامل مع الحكومة الحالية والتوقف عن دعمها ماديا وسياسيًا وعسكريًا على أمل أن يعود "مرسي" رئيسًا.. وتعود الجماعة لأبهة الحكم والنفوذ!.

وعلي الجانب الآخر.. تبدو حكومتنا الحالية في حالة "افتتان شديد" بالإعلان لدرجة تجعلها تتعامل مع الإخوان على أن كل صوت معارض هو متعاطف معهم ولابد من إحكام قبضتها عليه ومنعه بكل السبل من ممارسة أي دور يساند الجماعة من وجهة نظر الحكومة.. وياحبذا لو كان هذا الصوت قريبا من حيث الشبه والمنطق من "سمت الإسلاميين" !

والمراقب للأوضاع سيجد حالة فرحة عارمة من الجماعة بهذا المنطق "الكيم جون أوني".. والذي يسير على هداه بعض وزراء الحكومة الحالية أثناء تصديهم للإخوان ومن يسيرون على دربهم في" المتاجرة بالدين" للحصول على مكاسب ومنافع.. بعدما أصبحت "السبوبة" مرتبطة بإظهار الانتماء والتنظير السياسي.. مما بين السطور "لصالح الإخوان" !

ياحكومتنا الرشيدة.. السير بهذا المنطق الغريب سيدخلنا في منعطف خطير.. فمنع الناس من الاعتراض وإلباسهم ثوب ظنون التآمر على الوطن دون أدلة واضحة وجرائم موثقة.. سيُدخل المعارضين جميعًا في مذهب الإخوان أمام العالم وهو ما سيدعم عمليًا ما تردده الجماعة لـ "الغرب" عن شعبيتها الكاسحة في كافة الأوساط الاجتماعية المصرية.. وكلما ازداد تعسف الحكومة كلما روجت الجماعة لمنطق يوسف عيد.. امنع كمان وكمان.. هطلعلك في كل مكان !
الجريدة الرسمية