«فرحة العيد» في إبداعات الشعراء والأدباء.. عمرو خليفة كتب «يا ليلة العيد» خلف القضبان.. «خالتي صفية والدير» عبرت عن فرحة أطفال «الصعيد».. «الكعك والبدلة وا
تمثل الأعياد مادة خصبة للشعراء على مر العصور وتفاعلوا معها تفاعلا قويا ورسموا بإبداعاتهم ذكرياتهم عن العيد ولحظات فرحتهم، وسجلوا ما وقعت عليه أعينهم من عادات وتقاليد اندثرت لكنها بقت خالدة فوق صفحات أعمالهم ينهل منها العطشان للعلم والمعرفة فالمتنبي سجل رؤيته للعيد قائلا «عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد..أم الأحبّةُ فالبيــداء دونهم فليت دونك بيدا دونها بيدُ»،.
وأكد أن العيد بكل فرحته عاجز على طي صفحات الحزن والفراق فقال:«يضاحك في ذا العيد كلٌّ حبيبه حذائي وأبكي من أحب وأندب.. أحنَّ إلى أهلي وأهوى لقاءهم وأين من المشتاق عنقاءُ مغربُ».
«ياليلة العيد»
وكتب الشاعر عمرو خليفة قصيدته «ياليلة العيد»، وهو بين قضبان السجون فاخترقت الحواجز، وعجزت الحوائط عن تكميم فاهه فيقول: «يا ليلة العيد كم أقررت مضطربًا لكن خطي كان الحزن والأرق أكاد أبصرهم والدمع يطفر منه أجفانهم ودعاء الحب يختنق يا عيد يا فرحة الأطفال ما صنعت أطفالنا نحن والأقفال تنفلق ما كنت أحب أن العيد يطرقنا والقيد في الرسغ والأبواب تصطفق».
الشعراء ليس وحدهم من رسم بالكلمات أجواء العيد، فالأدباء أيضا تناولوا العيد بمنظورهم كما شاهدوه وعايشوه في رواياتهم.
«خالتي صفية والدير»
هي إحدى الروايات التي كتبها الروائي الكبير بهاء طاهر، وأظهر فيها إبداعه ببساطتها وعفويتها وسحرها فقد تناول فيها الكبار والصغار والنساء والرجال، فرسم لوحة بديعة لقرى صعيد مصر ظهر فيها التناغم والترابط خاصة بين مسلمي وأقباط الصعيد، فما بين علب «الكعك» التي يتبادلها الطرفان وبين البلح الذي تنتجه نخلة الدير، تجد المودة سائدة دائما بين الطرفين.
كانت زيارة الدير أحد أهم زيارات الطفل أحد أبطال رواية «خالتي صفية والدير»، بعدها يبدأ عيده الحقيقي حينما يلتقي أقاربه وأصدقاءه ويقررون الذهاب إلى الأقصر لركوب الدراجات المزخرفة، ودخول السينما، وزيارة خالته من أجل الحصول على العيدية خاصة أنها كانت سخية في العطاء.
«الجنيه الذهب»
الكاتب محمد سلماوي، نقل على لسان الأديب العالمي نجيب محفوظ، أشياء ارتبطت عنده بالعيد أيام الطفولة، فقد قال محفوظ: «ثلاثة أشياء ارتبطت عندي بالعيد في سنوات الطفولة، أولها الجنيه الذهب الذي كان يعطيه لي والدي وثانيها كعك العيد وثالثها البدلة الجديدة، أما الجنيه فكانت فرحته غامرة رغم أنه كان لا يساوي في ذلك الوقت إلا 97،5 قرش فقط، بينما كان الجنيه الورقي جنيها بحق وحقيقي يساوي 100 قرش بالتمام والكمال لكن قيمة ذلك الجنيه لم تكن في قيمته الشرائية بقدر ما كانت في ذهبه اللامع وفيما كان يرمز إليه من مناسبة سارة ليست كباقي أيام السنة، أما الآن وكما سمعت فإن فرحة ذلك الجنيه الآن لابد قد تضاعفت.
«كعك العيد»
أما كعك العيد فقد كنا نتباهى ونحن أطفال بكعك والدتنا أمام الأصدقاء وكان كل منا يعزم على الأصدقاء بالكعك فكنا نتذوق كعك البيت وكعك الأصدقاء حتى تمتليء بطوننا، وقد كنت أهوى الكعك لكني أقلعت عنه منذ عشرات السنوات حين أصبت بمرض السكري فمنعني الأطباء من تناوله، ومن يومها لم أذق طعمه ثانية.
«بدلة العيد»
وأما بدلة العيد فكانت تبيت في حضننا ليلة العيد وكان لها رائحة الملابس الجديدة التي لم تكن تفارقني طوال أيام العيد، ومازالت أذكر البدلة التي جاءتني في العيد حين كان عمري نحو عشر أو اثنتي عشرة سنة فقد ظلت معي وقتا طويلا، وارتبطت عندي دائما بالعيد لذلك احتفظت بها إلى أن بليت.
«الرحيل»
كل ذلك زال الآن وتبدل ولم يعد العيد يختلف عندي عن باقي أيام السنة، فلا كعك ولا ملابس جديدة ولا عيدية ولا خروج مع الأصدقاء للاحتفال فهذه الحياة.. نقلع فيها عن جميع المتع متعة وراء الأخرى إلى أن نذهب جميعا فنعلم أنه قد آن أوان الرحيل».