رئيس التحرير
عصام كامل

قصة الجهادي محمد مراح.. جزائري بحث عن الحياة الأوربية سقط ضحية للمخابرات الفرنسية.. تم تجنيده لتنفيذ هجمات إرهابية.. تلقى تدريبات في أفغانستان وباكستان.. وتصفيته تمت عقب تنفيذه مهمة استخباراتية

الجهادي محمد مراح
الجهادي محمد مراح

كشف تقرير لصيحفة "لوموند" الفرنسية، أنّ "الجزائري محمد مراح كان أداة في يد الاستخبارات الفرنسية، وتمّ استعماله في تنفيذ العديد من المهام قبل أن تضطر الجهات التي وظفته إلى قتله؛ نظرًا للمعلومات التي اجتمعت لديه"، وأضاف أنّ بقاء محمد مراح حيًا "كان سيودي برءوس كبيرة؛ فكان أن قتل مراح وذهب معه حل اللغز"، مؤكدًا أنه "تمّ التلاعب بمنفذ العملية، الجزائري الأصل محمد مراح".


وتناول التقرير معلومات جديدة حول ملف حادثة (ميدي بيرينيه) التي حصلت في شهر أبريل من العام 2012 بمدينة تولوز الفرنسية، وذهب ضحيتها ثلاثة ضباط عسكريين وأربعة أشخاص آخرين، منهم ثلاثة أطفال يهود.

القاتل على دراجة

وجاء في التقرير أنّ "الجهادي محمد مراح، الذي لقّب بـ(القاتل على الدراجة)" كان قد اكتشف بعد العملية وقبل موته مباشرة أنّ أحد أصدقائه الذي كان يظنه من المقاتلين مثله ليس سوى عميل سري في المخابرات الفرنسية"، مضيفًا أنّ "زُهير" ، صديق مراح المقرب، كان عضوًا في فريق مفاوضات استسلام محمد مراح، بعد أن تمت محاصرته في شقته بتولوز (محافظة فرنسية تقع في الجنوب الغربي الفرنسي) من قبل قوات الشرطة؛ إثر تنفيذه العملية، نقًلا عن مصدر خاص لصحيفة لوموند.

الفيديو يكشف الحقيقة

وأضافت صحيفة لوموند أنّ محمد مراح "سجل رسالة على شريط فيديو قبل قيام الشرطة الفرنسية بقتله أعلن فيها براءته وتعرضه للخداع، كما كشف أن صديقه زُهير يعمل لصالح المخابرات الفرنسية؛ حيث توجه إليه (العميل) بالقول: لا أصدق أن تكون مجرمًا وضابطًا لدى السلطات الفرنسية في نفس الوقت. الآن، بعد أن أرسلتني إلى العراق وباكستان وسوريا من أجل مساعدة المسلمين، أذهبُ إلى الجحيم أيها الخائن، سوف تتسبب في قتلي دون أي تبرير. أنت الذي وضعتني في هذا المأزق. لن أسامحك أبدًا".

شهادة المحامية الفرنسية

وأوضح تقرير الصحيفة الفرنسية أنّ "المحامية إيزابيل كوتان بار، التي تساعد المحامية الجزائرية التي وكّلتها عائلة مراح، قد أكدت لوكالة الأنباء الفرنسية أن ما نشرته وسائل إعلام من محتوى الفيديو دقيق".

وقالت الصحيفة إنّ "زهية مختاري، محامية عائلة مراح في الجزائر، لم تزل تذكر وجود مقطعي فيديو بحوزة والد محمد مراح، وهي تعتقد أنّ الترجمة التي نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية أول مرة كانت دقيقة، وتمّ القيام بها من قبل مترجمين محلفين".

وختمت الصحيفة الفرنسية تقريرها بأنّ والد محمد مراح "قد تقدم بشكوى ضد الشرطة الفرنسية واتهمها بقتل ابنه عمدًا في العملية التي خططت لها وتمت خلالها تصفية محمد".

يذكر أنّ (مصادر فرنسية مطلعة) تحدثت عن أنّ "مراح الوالد، في زيارته الأخيرة إلى فرنسا، فاوض السلطات هناك حول الفيديوهات التي بحوزته والتي تكشف حقائق خطيرة".

من محمد مراح؟

محمد مراح هو مواطن فرنسي من أصل جزائري، اشتهر بعد قيامه بعمليات إطلاق نار وقتل جماعي في (ميدي بيرينيه) في 2012.

قتل مراح، وفي ثلاث مناسبات، سبعة أشخاص (منهم ثلاثة أطفال يهود وحاخام) مع جرح ستة آخرين من خلال انتقاله على دراجة نارية. وقتل بعد محاصرته في بيته لمدة 32 ساعة من قبل قوات الشرطة والجيش في الثاني والعشرين من مارس 2012.

وكان لهذه الحادثة وقع كبير في وسائل الإعلام التي خصصت أسابيع للحديث عن هذه الواقعة؛ خاصة لتزامنها مع الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2012.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، كلود جيان، إنه كان تحت المراقبة من قبل المخابرات الفرنسية لمدة عامين، بعد أن "ارتكب بعض المخالفات من قبل، مع بعض العنف"، مشيرًا إلى أنه أمضى وقتًا طويلًا في أفغانستان وباكستان.

الجريدة الرسمية