صحفيو«فيتو» في قلب المعركة.. ميليشيات الإخوان تعتدي على «صلاح» في الاتحادية والجهاديون يخطفون «عباس» في كرداسة.. و«علقة موت» لـ«صابر» في اعتصام النهضة
منذ اليوم الأول لها في عالم الصحافة لم تكن "فيتو" مجرد صحيفة، أرادت أن تضع موطئ قدم وسط هذا الكم الهائل من الصحف ووسائل الإعلام، وإنما كانت لها بصمتها وشخصيتها التي كونتها، على مدى أربعة أعوام هو عمرها القصير في بلاط صاحبة الجلالة منذ أن خرجت للنور في يناير 2012.
كانت "فيتو" صحيفة حرة، وكان صحفيوها مناضلون لم يكتفوا بالجلوس خلف مكاتبهم بل أصروا على أن يكونوا في قلب الحدث، يوثقون كل ما يحدث بعد الثورة المصرية بالصوت والصورة والمقال والتحقيق والتقرير وكل الأشكال الصحفية.
فيتو التي تعرض صحفيوها للضرب والسحل والاحتجاز، وكانوا يدركون وهم يفعلون ذلك أنهم يدفعون ثمن الحقيقة، التي اختاروا أن يحملوها على عاتقهم، ومن ثم دفعوا وهم راضون لم يطالبوا بشيء، أو شكر من أحد، مكتفين فقط أن يكونوا نبراسا يضيء الطريق للبقية.
دفع صحفيو الجريدة تلك الضريبة، خاصة بعد الثورة مباشرة وكانت البداية مع الزميل وليد صلاح، مسئول القسم السياسي فحينما كان يغطي مظاهرات القوى السياسية التي تم تنظيمها أمام القصر الجمهوري في أبريل 2012، تم احتجازه بمقر الحرس الجمهوري داخل قصر الاتحادية لمدة ساعة ونصف الساعة، وتعرض قبلها إلى اعتداءات من ميليشيات الجماعة التي اعتدت عليه، وعلى غيره من الصحفيين لعدم نقل الحقيقة.
مسلسل الاعتداءات على وليد صلاح لم يكتف بتلك المرة، فتعرض أيضا للضرب مرة أخرى أثناء تظاهرات القوى السياسية ضد الاتحادية، وبينما كان يقوم بالتغطية الإعلامية وهي المظاهرات التي سقط خلالها الحسيني أبو ضيف شهيدًا في سبتمبر 2013.
وأثناء اعتصامي رابعة والنهضة تعرض الزميل محمد صابر الصحفي بقسم الحوادث، إلى اعتداء من قبل ميليشيات الجماعة بعد أن أوقفوه في شهر رمضان 2013 في إحدى المسيرات المنطلقة من مسجد مصطفى محمود، وكان يقوم بعمله الإعلامي ليتم إيقافه وبمجرد التعرف على هويته الصحفية أوثقوه من القدمين واليدين، ووضعوه في سيارة خاصة حتى وصلوا إلى ميدان النهضة وهناك تم الاعتداء عليه مرة أخرى مما عرضه لكسور وكدمات في الوجه والظهر.
وفي سبتمبر 2013 وحينما قررت قوات الشرطة تطهير مدينة كرداسة من العناصر الإرهابية، تعرض الزميل عبد الرحمن عباس محرر وزارة الري بقسم الأخبار إلى الاختطاف من قبل بعض المجموعات الإرهابية، وتم احتجازه في أحد البيوت لمدة 4 ساعات إلا أن قوات الشرطة تمكنت بعد اتصالات من الجريدة بإطلاق سراحه، هذا بجانب احتجازه أكثر من مرة داخل سيارات الشرطة أثناء تغطية التظاهرات أمام جامعة القاهرة.
وتعرضت الزميلة هند نجيب، مسئولة القسم الميداني للضرب أكثر من مرة على يد طالبات كلية الأزهر بنات، وكان يكفي أن تتعرف إحدى الطالبات أن من يقوم بالتغطية هي صحيفة فيتو؛ ليبدأ الضرب والسحل وكانت الحادثة الأكبر، حينما أصيبت بطلق خرطوش في العين اليسرى كاد أن يقضي عليها أثناء تغطيتها الإعلامية لاشتباكات بين طلبة الأزهر، وبين قوات الشرطة في فبراير 2014.
وكان آخر تلك الحوادث في 25 يناير الماضي حينما تم إلقاء القبض على الزميل حمدي بكري بقسم المحافظات، بعد أن تم توجيه تهمة تصوير قوات الأمن دون وجه حق وتم احتجازه بقسم الأزبكية، لمدة ساعتين قبل أن يتم ترحيله إلى سجن طرة، وطالبت الجريدة بإطلاق سراحه بعد تأكيدها أن "بكري" يعمل في فيتو، وتدخل وقتها نقيب الصحفيين السابق الكاتب الصحفي ضياء رشوان من أجل إطلاق سراحه.