رئيس التحرير
عصام كامل

الهواة يحاصرون الرئيس


الذين يحيطون بالرئيس نفر من الهواة، الذين يحاربون الإرهاب مجموعات من الهواة، بعض أجهزة المعلومات يقودها هواة، ويعمل داخلها هواة، بعض ضباط الأكمنة هواة، الإخوان محترفون، محترفون في القتل، محترفون في التدريب، محترفون في التدمير في شهر رمضان، كل الجماعات الإرهابية لديها احترافية في ممارسة أعمالها الوحشية، القضاء غير الناجز هو قضاء الهواة، فرد الأمن المسترخي في الشوارع هو ضمن فرق الهواة.


ومواجهة الإرهاب لا يمكن إنجازها بحسن النوايا، ودحر الإرهاب لا يتم وفق أجندة الاجتماعات المضروبة والتصريحات الوهمية، والانتصار على القتلة لا ينجح بالهتاف، النصر أولى من الشهادة، ومن يرى الشهادة هدفا دون الانتصار، فهو منتحر لن ينال خيرا في الدنيا ولا الآخرة، الموت استرخاء هو انتحار، الانفجار فينا وبذات الطريقة كل يوم هو انتحار لنا وللقتلة، الإعلان عن استعدادات شبابية كشهداء تحت الطلب دون تدريب.. دون إعمال العقل.. دون الحصول على المعلومة هو انتحار أيضًا.

الوزراء الذين «يستفون» الأوراق على طريقة النظام القديم هم قتلة مثل الإخوان، المسئولون الذين لا يستقيلون بعد فشلهم مرات هم قتلة مثل داعش، التنفيذيون المسترخون في مواقع العمل هم أعضاء في التنظيم السري للإخوان، الذين يكذبون على الرئيس هم أنصار محمد مرسي والمرشد، الذين يوهمون الرئيس بأن الأمور تسير في طريقها الصحيح هم الخطر الحقيقي على الرئيس.

نجاح الإرهابيين في تحقيق بعض أهدافهم ليس لقوة فيهم، ولا لإيمان بما يفعلون، ولا لأنهم أصحاب حق، نجاحهم يشبه نجاح إسرائيل في احتلال الأرض، نجحوا لخيبة فينا.. نحن الفشلة، وبالتالي يصبح فريقهم فريق النجاح، نجحوا في اغتيال النائب العام، وصلت تفجيراتهم على مقربة من وزير الداخلية السابق، نجحوا مرات ومرات في اصطياد أبنائنا أمام بيوتهم، وفي أكمنتهم.. نجحوا في الوصول إلى أقرب مسافة من قنصلية أوربية وفجروها، ومَن يدري إلى أين كانت تسير سيارة الموت والدمار؟!!

إنهم يزرعون قنابلهم في شوارعنا، في بيوتنا، في مزارعنا، في محطات مياهنا، تحت أبراج الكهرباء وتحت الكباري، في الأسواق.. في الحواري.. يهددون القضاة وأبناءهم.. يعيثون في الأرض فسادا دون مواجهة حقيقية.. نصف المشاركين في أعمال عنف يتحركون بيننا.. ينفقون في سبيل القتل والدمار دون أن نحاصرهم، دون أن نطاردهم، دون أن تحددهم أجهزتنا، رغم أن العامة والخاصة يعرفونهم.

المؤسسة الوحيدة التي تحقق نجاحا في حربها هي القوات المسلحة.. ما دون ذلك شركاء للجماعة وكل جماعة إرهابية.. الوزراء المتقاعسون يعملون لصالح الجماعة، الوزراء الكاذبون أعضاء في الجماعة، الجماعة اخترقتنا، وصلت إلى عظامنا، جندت بعضنا في كل القطاعات، أغرت بعضنا بالمال كما أغرت الانتحاريين بالجنة، وصلت إلى مناطق الخطر، لم يعد خافيًا على البسطاء والسذج من أمثالي معرفة المسافات التي وصلوا إليها في مؤسسات أمنية وغير أمنية.

معارك تصفية الحسابات طفت على السطح، وأصبح واضحًا للعيان أن فينا من يشاركهم الرصد وتقديم المعلومات بل القتل.. هل من الصعب أن نرى بعيوننا مصادر الخيانة التي عششت داخل مؤسسات الدولة؟.. هل من السذاجة أن نظل نغض الطرف عن فرق الهواة ونحن نخوض حربا ضروسا؟.. هل من مصلحة قوى ٣٠ يونيو وهل من مصلحة الرئيس السيسي أن نظل جميعًا صامتين على الأداء المهترئ في كل القطاعات، وأولها مجلس الوزراء ومؤسسة الرئاسة نفسها؟.. هل نسكت على الأداء الضعيف لفرق المساعدين للرئيس، علما بأننا لا نعرفهم ولا نعرف طريقة أداء عملهم؟

لا يمكن أن نصبر أكثر من ذلك على إدارة شئون البلاد بطريقة تسمح لأعداء الثورة بأن ينجحوا في مخططاتهم.. لا يمكن أن نسمح للمتربصين بأن يقوضوا تجربة الرئيس المنتخب بشعبية جارفة.. لا يمكننا السكوت على أخطاء الرئيس؛ لأننا انتخبناه ولن نسمح له بالفشل، ولا يجب أن نسمح له بالفشل؛ إذ أن خيار الفشل لا يمكن احتمال نتائجه.
الجريدة الرسمية