رئيس التحرير
عصام كامل

انتصار إيران!


هذا ما روج له النظام الإيراني؛ لكي يسوق للإيرانيين الاتفاق النووي الذي تم إبرامه مع الدول الست الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني.

الإيرانيون يدعون أنهم حققوا كل ما ابتغوه من هذا الاتفاق، وفي مقدمته الاحتفاظ ببرنامجهم النووي السلمي، على اعتبار أنهم كما يقولون، لم يتجهوا في أي وقت لإنتاج سلاح نووي، ذلك بإقرار حق إيران في تخصيب اليورانيوم والاحتفاظ بكميات من اليورانيوم المخصب، واحتفظوا بكل منشآتهم النووية دون إغلاق والإلغاء دفعة واحدة من كل العقوبات الاقتصادية، ثم إلغاء حظر التسليح المفروض على إيران، واستبداله بمبدأ القبول بتطوير طيرانها المدني.

كل هذا مفهوم في بلد يفتقد لحرية الإعلام وتسيطر فيه السلطة على أجهزة الإعلام، وهو ما سيمكنها من ترويج ما تريد لتسويق هذا الاتفاق لدى الإيرانيين، وتبرر لهم تلكؤهم في إبرام مثل هذا الاتفاق من قبل سنوات مضت، ما كان سيعفيهم من الآثار الضارة الكبيرة للعقوبات الاقتصادية والنفطية والمصرفية التي فرضت على بلادهم.

غير أن هناك سببا آخر لتركيز الدعاية الإيرانية على ما تعتبره الإدارة الإيرانية مكاسب لهذا الاتفاق النووي، وغض البصر عن الالتزامات التي تعهدت إيران بها، في مقدمتها فتح منشآتها النووية والعسكرية للتفتيش وتخفيض كمية اليورانيوم المخصب التي تحتفظ به، والتوقف عن إنتاج الغاز الثقيل في منشآتها النووية، مع القبول بفرض عقوبات عليها إذا لم تنفذ هذه الالتزامات.
الجريدة الرسمية