رئيس التحرير
عصام كامل

استسلام أمريكا!


هكذا وصف الجمهوريون في أمريكا، الاتفاق الذي دفعته إدارة أوباما، بالإضافة إلى الدول الخمسة الكبرى (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، مع إيران حول ملفها النووي الذي يعترف بحقها في استمرار برنامجها النووي سلميا، ويمنحها حق التخصيب لليورانيوم بكميات محدودة، ويرفع عنها العقوبات الاقتصادية على ثلاث مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بعد تحقق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية من تنفيذ إيران التزامها في هذا الاتفاق.


ويكاد موقف الجمهوريين يتشابه وحده بشدة مع الموقف الإسرائيلي، الرافض لهذا الاتفاق بين إيران والدول الستة الكبار.. حتى دول الخليج التي كانت تخشى نتائج هذا الاتفاق، لم ترفضه صراحة مثلما فعل الجمهوريون في أمريكا ونتنياهو في إسرائيل، وإن كانت حرصت على تنبيه واشنطن وبقية حكومات الدول الستة الكبرى إلى عدم رفع العقوبات الاقتصادية والعسكرية المفروضة على إيران؛ لتأييدها الإرهاب وجماعاته خاصة في منطقتنا.

وهذا الموقف الذي بادر باتخاذه الجمهوريون في أمريكا يشي باتجاه تصويتهم ضد الاتفاق في الكونجرس، رغم تهديد أوباما باتخاذ حق النقض ضد تصويتهم.. فهم يستخدمون الاتفاق وسيلة أساسية في الصراع الانتخابي الذي بدأوه مبكرًا ضد الديمقراطيين مستغلين أغلبيتهم في الكونجرس.

إن الجمهوريين قد يفشلون في كسب تأييد أصوات عدد من النواب الديمقراطيين؛ لمنع أوباما من اتخاذ حق النقض ضدهم، ولكنهم لن يفوتوا هذه الفرصة ضد الديمقراطيين للنيل منهم انتخابيًا.
الجريدة الرسمية