تجاهل "لورانس العرب" في حياته ومماته
يثبت الوسط الفني المصري دومًا، أنه محكوم بالمصالح، وأن النكران سمة أصيلة بين أهله، فمن شاهد جنازة "لورانس العرب" عمر الشريف، تضاعف حزنه وشعر بالمرارة.. فهل يليق الحضور الفني الهزيل بوداع أهم نجم مصري على الإطلاق، والوحيد الذي بلغ العالمية قولا وفعلا، ورفع اسم مصر عاليا ورفض نيل جنسيات أخرى عرضت عليه؛ اعتزازا بأنه "مواطن مصري"، فيما يركض الطارئون على الفن وراء نيل جنسية ثانية أيا كانت ويدفع مقابلها الكثير.
عند إعلان وفاة النجم العالمي عمر الشريف، أصابت الصدمة العالم كله، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء كبير، ليشارك في نعي النجم الكبير ملايين من جمهوره ومحبي فنه، والأمر ذاته ينسحب على نجوم السينما العالمية في هوليوود وأوربا ممن عملوا مع الشريف أو اقتربوا منه خلال مسيرته العالمية الحافلة بالعطاء والجوائز الرفيعة، منها الترشح لجائزة "أوسكار" وحصد جوائز "جولدن جلوب"، و"أسد البندقية" و"سيزار" وغيرها الكثير.
رافق صدق كلمات نجوم هوليوود، اهتمام صحف العالم كله التي أفردت صفحات عن مسيرة عمر الشريف وتصدر خبر وفاته الصفحات الأولى، فالعالم كله يعرف قيمة فنه وموهبته الفذة، التي أهلته لبطولة عشرات الأفلام المهمة في السينما العالمية، كما نال بتواضعه الجم وصدقه المفرط وأخلاقه الرفيعة، ثقة واحترام نجوم العالم.
أما على المستوى المصري، فقد نعى الشريف غالبية نجوم الفن في "استعراض إلكتروني" بالكلمات والصور، بينما تجسدت مأساة التجاهل والنكران على أرض الواقع، وبدت الجنازة شبه خالية من أهل الفن، إلا من قلة قليلة تعد على أصابع اليدين، تكبد أصحابها عناء حضور الجنازة إلى جانب أهل فقيد الفن، منهم نقيب الممثلين أشرف زكي والنجوم ميرفت أمين ودلال عبد العزيز ومادلين طبر وحسين فهمي وجميل راتب وفاروق الفيشاوي وسمير صبري وخالد النبوي وسامح الصريطي ومجدي كامل وزوجته مها أحمد، فضلا عن صديقه زاهي حواس ود. محمد عبد الوهاب، زوج الفنانة الراحلة فاتن حمامة.
وإذا قارننا الحضور الباهت في تشييع "لورانس العرب" عمر الشريف، بحضور فني حاشد في تشييع الفنان سامي العدل مثلا، نجد الفرق شاسعا، ليس لشيء سوى أن عمر الشريف لم يترك خلفه شركة إنتاج، وابنه لا يعمل في الفن، بمعنى انتفاء المصلحة التي يمكن أن تتحقق من تكبد عناء تشييعه، فيما ترك الفنان الراحل سامي العدل شركة إنتاج يديرها أشقاؤه وأعمالهم لا تنقطع، من هنا حرص الجميع على الحضور ليحظى بالمشاركة في الأعمال المقبلة للشركة.
في هذا الصدد، أحترم النجمتين ميرفت أمين ودلال عبد العزيز؛ لأنهما الأكثر وفاءً وحرصا على أداء الواجب خصوصا العزاء، ولا أذكر أنهما غابتا عن جنازة أحد الفنانين في السنوات الأخيرة، فدائما وأبدا تكونا في مقدمة الحضور؛ لأن المشاركة في التشييع ثم العزاء أهم كثيرا من الاستعراض في الأفراح والحفلات.
إن كان النكران سمة أهل الفن، فما بال الدولة؟!.. ولماذا تجاهلت ابنها البار الذي حمل اسمها في العالم كله وكان خير سفير للفن المصري، وساهم بجهده واسمه وعلاقاته لحل كثير من المشكلات المصرية، ولم يبخل بشيء لخدمة بلده، وعندما عاد للاستقرار في مصر لم تلتفت إليه الحكومة، ولم توفه حقه من التكريم والتقدير، ولم تأبه عند إعلان إصابته بالزهايمر، ليموت وحيدا في مصح صغير بحلوان.
وإذا قارننا الحضور الباهت في تشييع "لورانس العرب" عمر الشريف، بحضور فني حاشد في تشييع الفنان سامي العدل مثلا، نجد الفرق شاسعا، ليس لشيء سوى أن عمر الشريف لم يترك خلفه شركة إنتاج، وابنه لا يعمل في الفن، بمعنى انتفاء المصلحة التي يمكن أن تتحقق من تكبد عناء تشييعه، فيما ترك الفنان الراحل سامي العدل شركة إنتاج يديرها أشقاؤه وأعمالهم لا تنقطع، من هنا حرص الجميع على الحضور ليحظى بالمشاركة في الأعمال المقبلة للشركة.
في هذا الصدد، أحترم النجمتين ميرفت أمين ودلال عبد العزيز؛ لأنهما الأكثر وفاءً وحرصا على أداء الواجب خصوصا العزاء، ولا أذكر أنهما غابتا عن جنازة أحد الفنانين في السنوات الأخيرة، فدائما وأبدا تكونا في مقدمة الحضور؛ لأن المشاركة في التشييع ثم العزاء أهم كثيرا من الاستعراض في الأفراح والحفلات.
إن كان النكران سمة أهل الفن، فما بال الدولة؟!.. ولماذا تجاهلت ابنها البار الذي حمل اسمها في العالم كله وكان خير سفير للفن المصري، وساهم بجهده واسمه وعلاقاته لحل كثير من المشكلات المصرية، ولم يبخل بشيء لخدمة بلده، وعندما عاد للاستقرار في مصر لم تلتفت إليه الحكومة، ولم توفه حقه من التكريم والتقدير، ولم تأبه عند إعلان إصابته بالزهايمر، ليموت وحيدا في مصح صغير بحلوان.
وزاد تجاهل الدولة بعدم تنظيم جنازة رسمية وشعبية تليق باسم وعطاء عمر الشريف، وتركت الأمر لأسرته ليشيع في جنازة مخجلة من حيث الحضور، كان فيها عدد الصحفيين وكاميرات الفضائيات أكثر من عدد المشيعين.
وهو ما حدث أيضًا في جنازة "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة؛ حيث تجاهلت الدولة الأمر، فعمت الفوضى والارتباك الجنازة الشعبية التي شارك فيها كثير من عشاق فاتن حمامة، ورغم رحيلها مطلع العام، لم تبادر الحكومة إلى تكريمها وتخليد اسمها حتى الآن، وهو ما نتمنى تداركه، بالإضافة إلى تدارك ما حدث من تجاهل للنجم الكبير عمر الشريف في حياته ومماته، وتعويض ذلك بتكريم مستحق يليق بتاريخه ويخلد اسمه.
وهو ما حدث أيضًا في جنازة "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة؛ حيث تجاهلت الدولة الأمر، فعمت الفوضى والارتباك الجنازة الشعبية التي شارك فيها كثير من عشاق فاتن حمامة، ورغم رحيلها مطلع العام، لم تبادر الحكومة إلى تكريمها وتخليد اسمها حتى الآن، وهو ما نتمنى تداركه، بالإضافة إلى تدارك ما حدث من تجاهل للنجم الكبير عمر الشريف في حياته ومماته، وتعويض ذلك بتكريم مستحق يليق بتاريخه ويخلد اسمه.