«شيخ الأزهر»: العمل حجر الزاوية في بناء الأمم ونهضة الشعوب
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: إن العمل حجر الزاوية في بناء الأمم ونهضة الشعوب، ويُخطِئ مَن يظن أن عملَ الخير الذي فرَضَه الله على الناسِ في هذه الليلةِ هو العملُ المُختَصُّ بالعِبادة.
وأضاف "الطيب"، في كلمته باحتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر، اليوم الثلاثاء، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن كلمة "العمل" ومشتقاتها في القرآن الكريم وردت كلها بمعانٍ مطلقة تسوّي بين أعمال العبادات وأعمال المُعاملات في التكليف وفي المسئولية وفي الجزاء.
وأشار إلى أن قسم العِبادات يشغل رُبعَ مِساحة القرآن الكريم، بينما يشغل العمل والمعاملات ثلاثة أرباع مساحته، ممَّا يدلّ على عِظمِ أمر العملِ في الإسلام.
وأوضح أن الإسلام حين ظهر للوجود قضى على التَّفرِقةِ الجائرةِ في فلسفةِ الحضارات الأُخرى بين عملٍ وعملٍ، وأن النَّبي كان يُؤَسِّسُ للعَملِ بحسبانه قِيمَة موضوعيَّة تَستَمِدُّ شَرَفَها مِنْ ذاتِها وليس من ظُروفِ الزَّمانِ ولا أحوالِ المكانِ.
وذكر أن الإسلام حارب البطالة والتبَطل، ونهى عن التواكل والرّكون إلى الدعة والكسَل، منوها إلى أن أي مُقابل يحصل عليه العامل أو الموظف دون أن يؤدي ما يوازيه مِنْ عملٍ جادٍ مُتقَن فإنَّ هذا المُقابل تَشوبُه الحُرمة وأكل أموال الشعب بالباطل.
وتابع: احتفالَنا بذِكرى ليلةِ القدر هذه المَرَّة تختلطُ فيه أحاسيسنا ومشاعرنا وتضطربُ ما بين ألمٍ مُمِضٍّ وحُزنٍ عميقٍ على استِشهادِ جُنودِنا الأبطالِ ومُواطنينا الأحبابِ الذين اختطفَتْهم يَدُ الغدرِ والذُّعرِ والأحقادِ المُرَّةِ على مصرَ والمصريِّين.
ووجه شيخ الأزهر تَحيَّة تقدير لشُهَدائِنا الأبرار الذين سقَطُوا فداءً لمصر ولشعبِها، ولأمنها واستقرارها بل لبقائها عزيزة شامخة تغيظ أعداء الشعوب من الكائدين والمتربصين.