رئيس التحرير
عصام كامل

محمد العبار.. مقاول الأزمات «بروفايل»

محمد بن على العبار
محمد بن على العبار

«محمد بن على العبار» اسم تردد كثيرا على ألسنة المصريين، بعد الحديث المتكرر عن أزمات العاصمة الإدارية الجديدة التي كان آخرها الشائعات المتعلقة بانسحاب الشركة التي يمتلكها المستثمر الإماراتي من تنفيذ المشروع.


وجاءت آخر الأخبار المتعلقة بـ«العبار» بعد أن كشفت مصادر رفيعة المستوى، عن أن الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، رفض بشكل قاطع، العرض المقدم من رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار مصر للتنمية، لتنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة.

وأشارت المصادر إلى أن «العبار» عرض ضخ 2.5 مليار دولار لتمويل المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ مارس الماضي، إلا أن الحكومة طالبته بـ9 مليارات دولار، بأموال معلومة المصدر بعيدًا عن البنوك المصرية، وبعد مفاوضات استمرت عدة أشهر رفض وزير الإسكان، عرض «العبار».

وقالت المصادر: «جارٍ حاليا تشكيل مجلس أمناء من عدد من رجال الأعمال والشخصيات العامة للعاصمة الإدارية الجديدة، وسيتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة المقبلة».

وبدأ «العبار» أزماته مع مصر عندما طلب المستثمر الإماراتى، تعديل الاتفاق بحيث لا تملك الحكومة المصرية أي نسبة من المشروع، وأن تحصل فقط على الأرباح، الأمر الذي يتناقض مع الاتفاق المبدئى بأن تملك الحكومة المصرية 24% من أسهم الشركة «كابيتال مصر»، وتمثيلها في مجلس الإدارة، بالإضافة إلى طلبه تحمل الحكومة نفقات إدخال المرافق إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

وطالب المقاول الإماراتي حكومة «محلب»، بأن تسمح له بالاقتراض من البنوك المصرية، بضمان شركته الجديدة «إيجل هيلز» التي أسسها خصيصا لأجل العاصمة الإدارية، فيما رفضت الحكومة الطلب باعتباره يقلص حجم الدولار المطروح في السوق، كما أنه يضع المحافظ الاستثمارية للبنوك تحت ضغط، ومنذ ساعات وصل رجل الأعمال «العبار» إلى القاهرة لحسم الصفقة التي أصبحت محل جدل في الشارع المصري.

أزمات «العبار» دفعت خبراء الاقتصاد إلى اقتراح دخول شركات متعددة مشتركة في العمل، لأن شركة واحدة لا تكفى للقيام بالمشروع، لأن كل شركة سوف تقوم بجزء من المشروع بقطاعاته، ويكون ذلك من ضمن التعاقد الذي يتم الاتفاق عليه.

وكان الشيء الأكيد أن أزمات «العبار» حولت تفاؤل المصريين بإنشاء عاصمة إدارية جديدة، تكون «دبي مصغرة»، انقلب إلى حالة من الترقب الذي يشوبه التخوف من أن يكون المشروع مجرد حلم تعجز القاهرة عن تحقيقه.
الجريدة الرسمية