وزارة الخارجية بعد عامها الذهبى.. 40 وزيرًا منذ إنشائها.. "موسى" و"أبو الغيط" الأقوى.. و"كامل عمرو" همّشه الرئيس.. و"مرسى" قيّد دور الخارجية لخدمة إخوانه
تولى منصب وزير الخارجية 40 وزيرًا منذ بداية العمل بها، كان أولهم الوزير "حسين رشدى باشا" فى 23 فبراير 1910 حتى 15 أبريل عام 1912، وآخرهم الوزير الحالى "محمد كامل عمرو" الذى تولى مهامه بعد الثورة .
تولى المنصب الرفيع والسيادى 35 وزيرًا منذ العمل بها حتى تولى الرئيس السابق "حسنى مبارك"، وتولى خلال حكم "مبارك" الذى استمر ثلاثين عامًا أربعة وزراء فقط، بدأها الدكتور "أحمد عصمت عبد المجيد" فى 15 يونيو 1984 حتى 20 مايو 1991، ثم "عمرو موسى" فى 20 مايو 1991 حتى 15 مايو 2001، ووزير الخارجية "أحمد ماهر" الذى تولى المهام فى 15 مايو 2001 حتى 14 يوليو 2004، وصولاً إلى "أحمد أبو الغيط" الذى تولى مهام الوزارة فى 15 يوليو 2004 حتى 6 مارس 2011.
ولكن جاءت الثورة المصرية، وفى ظل تغيير للحكومات المتعاقبة خلال فترات وجيزة كان لوزارة الخارجية نصيب فى تغيير ثلاثة وزراء حتى الآن، ولكن تختلف الخارجية عن غيرها؛ حيث إن "نبيل العربى"، أول وزير خارجية بعد الثورة، تولى فى 7 مارس 2011 حتى 26 يونيو 2011؛ لتوليه منصب أمين عام جامعة الدول العربية، تلاه "محمد العرابى" من 27 يونيو 2011 وقدم استقالته فى 16 يوليو 2011 بعد الهجوم عليه من وسائل الإعلام.
وزارة الخارجية تراجع دورها بعد ثورة 25 يناير بشكل ملحوظ، وخاصة بعد فوز الرئيس "محمد مرسى"، وتعيين الدكتور "عصام الحداد" مستشارًا لرئيس الجمهورية للشئون الخارجية، ومارس "الحداد" العديد من الانتهاكات والقبضة الحديدية لمؤسسة الرئاسة على وزارة الخارجية طبقًا لتحليل الدبلوماسيين السابقين والحاليين بالوزارة، وظهر ذلك خلال محاولة تسخير دور وزارة الخارجية فى الإفراج عن المصريين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فى الإمارات، رغم احتجاز مصريين آخرين هناك، ولكن ليسوا منتمين لجماعة الإخوان.
كما ظهر تهميش وزارة الخارجية أيضًا، ولاعتبار وجود وزير للخارجية كنوع من تولى موقع فارغ أثناء استقبال الرئيس "محمد مرسى" لرؤساء الدول فى زيارتهم لمصر لحضور مؤتمر القمة الإسلامى، والذى اصطحب معه الدكتور "عصام الحداد"، ولم يوجد دور لوزير الخارجية سوى عرض البيان الختامى للمؤتمر.
أما "عمرو موسى"، والذى تولى مهام وزارة الخارجية، فقد كان له دور بارز فى وزارة الخارجية، وبعدها تولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، فطوّر أداءها منذ أن تولى قيادتها عام 2001 وحتى عام 2011، حيث أصبحت الجامعة العربية لها دور إقليمى هام فى المنطقة العربية، وتعاملت مع العديد من القضايا العربية كان أولها الغزو العراقى للكويت، وقاد "عمرو موسى" عددًا من المبادرات لإقامة السلام والصلح بين البلدين، ومن أمثلة الأمور التى أضافها "عمرو موسى" للجامعة العربية "البرلمان العربى، صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، السلطة التى أعطيت للمجلس الاقتصادى والاجتماعى، وغيرها من الأمور".
ولكن "عمرو موسى" دائمًا ما يُهاجَم من قِبَل معارضيه بأنه لم يكن على المستوى المطلوب فى الجامعة العربية، ولم يكن للجامعة دور ملحوظ، بل إن المنطقة العربية شهدت أحداثًا جسامًا فى فترة ولايته، أشهرها الغزو الأمريكى للعراق، والحصار الإسرائيلى على غزة، إلا أنه يرد دومًا على هذا الهجوم بأنه لم يتخاذل ولم يقف صامتًا إزاء هذه التطورات، وندد كثيرًا بالغزو الأمريكى للعراق، وطالب بفك حصار غزة، بل إنه قام بزيارة لقطاع غزة كانت الأولى عربيًّا للتفاوض مع حركتى فتح وحماس المطالبة بكسر هذا الحصار.
وكان لعمرو موسى قبول شعبى لدى المصريين، متمنين أن يتولى رئاسة مصر خلفًا للرئيس السابق مبارك، لتردد سيرته كمعارض أثناء تواجده بوزارة الخارجية، ولكن بعد الثورة اختلف الوضع، وأصبح متهمًا لارتباطه بالنظام السابق، ولكنه خاض الانتخابات الرئاسية ولم يحصل سوى على 10% من نسبة التصويت، ليكون ترتيبه فى المركز الخامس.
أما وزير الخارجية "أحمد أبو الغيط" فهو من الوزراء المهمين الذين تولوا وزارة الخارجية، وكان له رأى فى ثورة 25 يناير، وقال: إن المخاوف من انتقال ما أطلق عليه العدوى التونسية إلى دول عربية أخرى بأنه كلام فارغ، وأن لكل مجتمع ظروفه التى لا تتشابه مع المجتمع التونسى.
ويعد "أحمد أبو الغيط"، دبلوماسيًّا محترفًا تدرج فى سلك الخارجية المصرية، وتولى حقيبة وزارة الخارجية فى فترة مليئة بالأحداث والتقلبات منذ يوليو 2004 حتى مارس 2011، أى بعد ثورة 25 يناير بفترة قصيرة, وخلال مسيرته اطلع على كثير من الملفات من خلال المناصب التى تولاها، وبينها مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، ومنذ خروجه من الحكومة ومطبخ السياسة الخارجية، بحكم دخول مصر فى عهد جديد، ظل صامتًا تقريبًا حت خرج بمذكراته فى كتاب به الكثير من الأسرار فى حكم النظام السابق.