رئيس التحرير
عصام كامل

مع سامي العدل في مكتبه وبمكتب مرتضى منصور!


قبل سنوات - والوسط الصحفي يتذكر - كانت المعارك على أشدها بين صحف الأسبوع والأحرار والوطن العربي..

كان الأستاذ مصطفى بكري، رئيسا لتحرير الأحرار، وتركها في معركة شهيرة وأسس بعدها الأسبوع، ولأنني الوحيد الذي عمل في الصحف الثلاثة ومنها رئاسة تحرير الوطن العربي التي كانت تصدر عن حزب العدالة.. ورئيسه الدكتور محمد عبد العال وقد كان مشتبكا في قضايا ومعارك مع الكثيرين بالوسطين السياسي والصحفي، وتركت العمل بعد أن حاول التدخل في العمل التحريري على خلاف الاتفاق، وكان يريد حملة شاملة ضد صحفي كبير ترك مؤسسته العريقة ويعمل الآن رئيسا لتحرير إحدى الصحف المستقلة، ورفضت وانصرفت دون مشاكل وكنت الوحيد الذي عمل مع الرجل وتركه دون مشاكل ودون معارك ودون قضايا!!


بعد فترة فوجئت باتصال من زوجة الدكتور عبد العال السيدة عزة كامل - انفصلا فيما بعد في واقعة شهيرة - وقد كانت سيدة وقورة ومحترمة للغاية وتحظى بقبول عند الكثيرين، وعملت مذيعة في الخارج ثم بالهيئة العامة للاستعلامات في مصر وكانت تعتبرني مثل ابنها.. طلبت مني التوسط بين زوجها والأستاذ مصطفى بكري؛ حيث عملت معهما معا.. فوجئت بالطلب لكون زوجها هو من حصل على حكم ضد بكري، فقالت إنها لا تريد مشاكل لزوجها وأن الصلح أفضل!

وافق الأستاذ بكري مبدئيا، وقد كان اشترط أن يتصالح بغير شروط، إلا أن عبد العال طلب تعويضا ماديا، وهنا تدخل المستشار مرتضى منصور وكانت علاقته بهما أيضا جيدة، وأصر على الصلح ودعانا لجلسة صلح في مكتبه!

في الموعد المحدد كانت كل الأطراف في مكتب المستشار مرتضى منصور، وفوجئنا بحشد كبير وخليط من الشخصيات العامة ومشجعي الزمالك كعادة مكتب منصور، وأبرزهم الفنان الراحل سامي العدل.. كان العدل لا يعرف شيئا عن تفاصيل الخلاف، إلا أنه تلقائيا تطوع بالمساعدة عليه واستمر الحوار لساعات انتهى بالفشل، إلا أن الراحل الكريم سامي العدل كان الأكثر حماسا حتى أنه عرض دفع أي تعويض من جيبه أو تقديم أي اعتذار بشخصه لمن يريد إن كان في ذلك حل!

مرت الأيام وكتبت للسينما فيلما بعنوان "مبروك لمبروك"، أشاد بمستواه الراحل الكريم الدكتور مدكور ثابت، وكان رئيسا للرقابة على المصنفات الفنية إلا أننا فوجئنا بعد أشهر بفيلم مشابه تتحدث بعض الصحف عن مضمونه.. كان الفيلم هو "حمادة يلعب"!

تحدثت إلى أستاذ الأساتذة الفنان الكبير حمدي أحمد، وقد كان لفترة وكيلا لنقابة الممثلين وله نفوذه واحترامه في الوسط الفني، واتصل بالراحل سامي العدل الذي أبلغه بضرورة حضوري على الفور في أي وقت!

وفي مكتبه نشهد أنه فض اجتماعا مع بعض زائريه، وبلغني صوته المعروف وهو يصر على انصرافهم للقائي وصوته يملأ المكان "عايز أقعد مع الراجل يا جماعة".. واستقبلني بترحاب كبير.. وذوق رفيع.. وقال كلاما جميلا مفاده "أن لو لي حقا هو أول من يعيده لي"!

كان الفيلم في الأسواق وأصبح أمرا واقعا، وأردنا أن نسير في اتجاه مختلف مع المحامي القدير المعروف الأستاذ خالد سليمان، وهو الطعن على قرار الرقابة نفسه باعتبارها وافقت على الموضوع نفسه مرتين.. أو هكذا نعتقد.. وكان الطعن في القضاء الإداري ولم يزل.. ورحل سامي العدل أو "حمامة سلام الوسط الفني" كما أطلقوا عليه.. وقد كان كذلك بالفعل.. كريما شهما مندفعا ناحية الخير بقوة دفع تلقائية، وكان طبيعيا كم الحزن عليه الذي رأيناه.. رحمه الله وأسكنه جناته وألهم أسرته كل الصبر!
الجريدة الرسمية